«تصريح مثير» عبدالملك الحوثي امتداد للنبي إبراهيم فكيف برر القيادي؟

جدل واسع أثارته تصريحات قيادي في جماعة الحوثي، والمقطع المصور الذي تم بثه عبر وسائل إعلام الجماعة الرسمية، حيث زعم القيادي أن زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي يمثل امتدادًا لنبي الله إبراهيم، وهو ادعاء قُوبل بموجة عارمة من الاستياء بسبب إساءته الصريحة للأنبياء وتوظيف الدين بشكل خطير لتضليل سياسة الجماعة، وقد اعتبرت هذه التصريحات محاولة لدعم شخصية متورطة في جرائم طالت الأرض والشعب اليمني.

تصريحات الحوثيين واستغلال الدين

انتقد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني الخطاب الذي جاء في فيديو الحوثيين، مؤكدًا أن هذه التصريحات تكشف انحرافًا فكريًا بالغ الخطورة، وأشار إلى أن الجماعة لا تقتصر على تسييس الدين، وإنما تعمل على إنشاء قداسة مصطنعة لزعيم الجماعة بغرض التأسيس لأيدولوجية سياسية تسعى للهيمنة، كما أضاف أن هذه الادعاءات تحمل مشروعًا ديكتاتوريًا يستخدم الدين كأداة لتنفيذ أهداف سياسية مستوردة من إيران؛ مما يعيد إنتاج أشكال الطغيان باسم الدين.

الأهداف الحقيقية للحوثيين

أكد الإرياني أن توظيف الشعارات الدينية لدى جماعة الحوثي، وخاصة المناوئة لأمريكا وإسرائيل، ليس سوى قناع خارجي لإخفاء الأهداف الحقيقية، حيث تستخدم هذه الشعارات لتبرير العمليات القمعية والجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، كما أنها تسعى لخداع اليمنيين تحت ذريعة قضايا كبرى لا تعني الجماعة إلا بقدر ما تتيح لها السيطرة الكاملة على الوطن، وهو أمر يعزز من خطورة النهج المتبنى عبر استخدام الدين كوسيلة للتمرير السياسي والاجتماعي.

تهديدات للهوية الدينية والوطنية

يرى البعض أن تصريحات جماعة الحوثي الأخيرة تحمل تهديدًا مشتركًا لكل من الدولة والدين، فلم تعد الجماعة تمثل قضية وطنية حقيقية أو همًا قوميًا كما تدعي، بل تحولت إلى أداة تسعى للسيطرة التامة تحت مظلة شرعيات زائفة تعتمد على الأفكار المستوردة من إيران، وهذا يثير مخاوف شديدة من تدمير هوية الدولة الوطنية والدينية وتحويلها إلى مجرد أداة تخضع لأجندات خارجية.

النموذج الحوثي وإعادة إنتاج الطغيان

من خلال استعراض الممارسات الأخيرة للجماعة الحوثية، يتضح أن الهدف الرئيسي هو إعادة إنتاج الطغيان السياسي بواجهة دينية، حيث يمنح هذا التوظيف للدين غطاءً لممارسة العنف والاستفراد بالحكم والسيطرة على الشعب، تعتمد هذه الممارسات على اختلاق شعارات زائفة تثير العواطف وتغيب العقل، ما يجعلها واحدة من أخطر التحديات التي تواجه اليمن، ليس فقط كدولة وإنما كمجتمع يعاني من التشتت والصراعات.

الكشف عن المشروع الإيراني

تشير العديد من التحليلات إلى أن جماعة الحوثي تمارس دورًا متكاملًا في المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة، فهي تسعى لتحقيق رؤية إيران في الهيمنة على الدول العربية عبر بناء جماعات طائفية تدين بالولاء السياسي والفكري لها، وممارساتها في اليمن ليست إلا جزءًا من هذا المخطط، حيث يتم تدمير أي فرصة لإعادة النظام السياسي الوطني الشرعي أو الحفاظ على تماسك المجتمع، مما يساهم في تفاقم الفوضى وتشتيت الجهود نحو الاستقرار السياسي والاجتماعي.