«انخفاض مفاجئ» الدولار يتراجع وسط بيانات التضخم وتوقعات تقليص الفائدة

شهد الدولار الأمريكي أداءً متراجعًا خلال تداولات الأربعاء، حيث أتى ذلك عقب صدور بيانات التضخم لشهر مايو التي كشفت عن ارتفاع أقل من المتوقع في الأسعار، مما زاد من الاحتمالات حول إمكانية خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة في الفترة القادمة. الكلمة المفتاحية هنا هي “أسعار الفائدة”، وسنتناول تأثير البيانات الاقتصادية، والسياسات التجارية، وتحركات أسواق العملات.

تأثير بيانات التضخم على أسعار الفائدة

أظهرت بيانات التضخم الصادرة ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة محدودة وصلت إلى 0.1 بالمئة فقط خلال مايو، مقارنة بارتفاع نسبته 0.2 بالمئة خلال أبريل، مما يعكس تباطؤًا ملحوظًا في معدلات التضخم داخل الاقتصاد الأمريكي. يعتبر تباطؤ التضخم بمثابة عامل محفز للأسواق لتعديل توقعاتها بشأن سياسات الفائدة النقدية التي يقررها مجلس الاحتياطي الاتحادي، في ظل هذه التطورات بدأت ترتفع فرص خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، حيث بات المستثمرون يرون ذلك قريبًا في ظل الوضع الحالي داخل السوق الاقتصادي الأمريكي.

الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتأثيره

شهد الدولار تذبذبًا بعد الإعلان عن اتفاقية تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تشمل الاتفاقية تزويد الصين للولايات المتحدة بالمواد المغناطيسية والمعادن الأرضية النادرة، مقابل تيسير التحاق الطلاب الصينيين بالجامعات الأمريكية، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية تعاونية بين الجانبين، إذ أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم بنسبة تصل إلى 55 بالمئة على بعض الواردات الصينية، بينما سترد الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على السلع الأمريكية. يُعد هذا الاتفاق خطوة مهمة لصالح الاقتصادين، لكنه أثر على أداء الدولار العالمي الذي استمر في التراجع لأسباب متعلقة بتداعيات الاتفاق وتأثيره المُرتقب.

تحركات الأسواق العالمية تحت تأثير تغيرات أسعار الفائدة

سجّل الدولار انخفاضًا ملحوظًا أمام عدة عملات رئيسية؛ فقد هبط أمام الين الياباني بنسبة 0.2 بالمئة ليصل إلى 144.58 ين، فيما شهد اليورو مكاسب بنسبة 0.5 بالمئة مقتربًا من مستوى 1.1484 دولار قبل أن يُقلص منها لاحقًا، في ذات الوقت ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3 بالمئة أمام الدولار ليصل إلى 1.3542 دولار. أما العملات الآسيوية فقد شهدت تأثيرًا مختلفًا، حيث ارتفع الدولار بشكل طفيف أمام اليوان الصيني بنسبة 0.1 بالمئة ليبلغ مستوى 7.197 يوان. هذا التذبذب في الأسواق يعكس بوضوح كيفية تأثرها المباشر بسياسات أسعار الفائدة وبيانات التضخم.

توقعات خفض أسعار الفائدة وانعكاساتها الاقتصادية

أفادت التقارير والتحليلات بوجود توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الاتحادي عقب صدور بيانات التضخم الأخيرة. وفقًا لمتداولي العقود الآجلة قصيرة الأجل، ارتفعت احتمالات خفض الفائدة بنسبة 0.25 بالمئة في اجتماعات سبتمبر المقبل إلى ما يقرب من 71 بالمئة، مقارنة بـ57 بالمئة قبل البيانات مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى احتمالية أكبر لتخفيض النسبة الإجمالية بحوالي 50 نقطة أساس بنهاية العام الجاري، وهو ما يدعم آمال المستثمرين لعودة الأسواق لمسار النمو المستقر مع تحفيز أكبر للاقتصاد الأمريكي.

  • ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1 بالمئة فقط خلال مايو
  • خفض متوقّع في أسعار الفائدة استجابة للتباطؤ في التضخم
  • اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين
  • تحركات ملحوظة في أسواق العملات الرئيسية