«قفزة هائلة» خام برنت يقترب من 70 دولاراً بعد ارتفاع تاريخي

تشهد صناعة البتروكيماويات العالمية مواجهة حادة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أصبحت المواد الخام البتروكيماوية الكلمة المفتاحية في النزاعات التجارية بين البلدين. تُظهر العلاقات التجارية بين الطرفين روابط معقدة تحمل مصالح اقتصادية متشابكة، مما يعكس مدى الترابط والاعتماد المتبادل، وتلعب البتروكيماويات دورًا حيويًا في هذه المعركة التجارية الممتدة، حيث تشكل الجزء الأكبر من الصادرات الأميركية التي تعتمد عليها الصين في صناعاتها المتقدمة.

الكلمة المفتاحية وتأثيرها على الصناعة البتروكيماوية

تستورد الصين يوميًا أكثر من 565 ألف برميل من المواد البتروكيماوية من الولايات المتحدة، بقيمة تتجاوز 4.7 مليار دولار، بينما يعتمد الاقتصاد الصيني على هذه المواد في قطاعات رئيسية مثل الإلكترونيات والملابس. تُستخدم مواد مثل النفثا والبروبان في إنتاج المنتجات الأساسية، إلا أن نظام التكرير الصيني يعتمد على الولايات المتحدة في توفير البدائل الأرخص مثل البروبان والإيثان. تعتبر البتروكيماويات في قلب هذه الديناميكيات، حيث تمثل العصب الأساسي للإنتاج الصناعي في الصين، خاصة مع ارتباطها بتطوير تقنيات جديدة وزيادة الطلب على الإيثيلين والبروبيلين.

الصين في مواجهة قيود دولية على البتروكيماويات

مع تفاقم الحرب التجارية، فرضت إدارة الرئيس الأميركي رسومًا جمركية مشددة على صادرات المواد الخام إلى الصين، مما دفع بكين لزيادة رسومها الجمركية على الواردات الأميركية، مثل البروبان والإيثان. هذه الخطوات أثرت بشكل كبير على صناعة البتروكيماويات، حيث بدأت شركات صينية مثل “هينغلي للبتروكيماويات” تواجه صعوبات في تحقيق أرباح مجدية، وأصبح إيجاد بدائل للمواد الخام المستوردة تحديًا معقدًا. ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع في التأثير بشكل كبير على أسواق الطاقة العالمية وسلاسل التوريد الرئيسية.

أهمية السوق الصيني لمنتجي البتروكيماويات الأميركيين

تمثل الصين أكثر من نصف الطاقة الإنتاجية الجديدة على مستوى العالم لمواد مثل الإيثيلين والبروبيلين، مما يجعل من السوق الصيني منقذًا رئيسيًا للشركات الأميركية. ومع قفزة القيمة السوقية لهذه المواد لأربعة أضعاف منذ عام 2020، أصبحت الاستثمارات الأميركية تتجه نحو تعزيز حصتها في السوق الصيني، إلا أن التصعيد التجاري قد يعطل هذا التدفق، خاصة مع فرض قيود جديدة على تصدير المواد الخام مثل الإيثان، الذي تعتمد عليه مصانع كثيرة في الصين بالكامل.

قيود التصدير على البتروكيماويات وتأثيرها

بدأت الولايات المتحدة في تقييد تصدير الإيثان إلى الصين، بزعم أن هناك احتمالًا لاستخدام المواد في تطبيقات عسكرية. شركات كبرى مثل “إنتربرايز برودكتس” و”إنرجي ترانسفير” تلقت إشعارات تفيد برفض منح تراخيص لتصدير الإيثان، وهو ما يشكل ضربة قاسية لمصانع صينية كبرى مثل “ليانيونغانغ” و”تيانجين”. تعتمد هذه المصانع بشكل كبير على الاستيراد من الولايات المتحدة، مما يجعل استمرارية عملها بدون هذه المواد تحديًا كبيرًا.

البتروكيماويات ركيزة أساسية في النزاع التجاري

مع استمرار تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أصبحت البتروكيماويات مجالًا رئيسيًا للصراع، حيث يؤثر هذا النزاع على الصناعات المتقدمة وسلاسل التوريد العالمية. في الوقت الذي تبحث فيه الصين عن مصادر بديلة، قد يكون المنتجون في الشرق الأوسط المستفيدين من الفراغ الذي تتركه الشركات الأميركية، مما يعكس كيف يمكن لقضايا الحوكمة الاقتصادية أن تؤثر على منافسة الأسواق الدولية.