«قفزة مفاجئة» أسعار البلاتين والبلاديوم تسجل ارتفاعاً غير مسبوق فما السبب

شهدت أسعار البلاتين والبلاديوم ارتفاعاً ملحوظاً خلال شهر يونيو الحالي، حيث قفز سعر البلاتين إلى مستويات قياسية تُعد الأعلى منذ فبراير 2021، بينما لامس البلاديوم ذروته في سبعة أشهر، ويعزى هذا الأداء القوي إلى تصاعد المخاوف من نقص الإمدادات، بجانب عودة اهتمام المستثمرين بهذه المعادن الثمينة؛ إلا أن المحللين يشيرون إلى تباين فرص استدامة هذا الصعود بين المعدنين.

البلاتين: تنوع الاستخدامات يعزز ارتفاع السعر

ارتفع سعر البلاتين الفوري إلى 1,272.45 دولار للأوقية، بزيادة بلغت 41% منذ بداية العام الحالي، كما ساهمت عوامل متعددة، مثل اضطرابات الإمدادات وزيادة الطلب على المجوهرات، في هذا الارتفاع؛ بجانب التأثير الإيجابي لفعالية “أسبوع البلاتين” في لندن، ويتميز البلاتين بتنوع استخداماته، مثل دوره في المركبات التجارية التي تواجه صعوبة في الانتقال الكامل إلى الكهرباء، كما يدعم الاقتصاد الهيدروجيني الناشئ الطلب عليه، إذ يمكن أن يكون جزءاً رئيسياً في مستقبل تقنيات الطاقة النظيفة.

البلاديوم: الاعتماد على صناعة السيارات يهدد استقراره

سجل البلاديوم سعراً بلغ 1,078.62 دولار للأوقية بعد ارتفاع سنوي وصل إلى 18%، إلا أن المعدن لم يتمكن من استعادة مستويات الذروة التي حققها في أكتوبر من العام الماضي، ويرتبط البلاديوم بشكل أساسي بصناعة السيارات، حيث تعتمد 90% من طلباته على صناعة المحولات الحفازة؛ ومع ذلك، يُعَد هذا الاعتماد الضيق سبباً في المخاطر التي تحيط بأسعاره، إذ يواجه ضغطاً متزايداً مع توسع سوق السيارات الكهربائية بشكل ملحوظ، لاسيما في الصين.

السيارات الكهربائية تدعم البلاتين وتضغط على البلاديوم

شهدت مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن قفزة كبيرة لتصل إلى 1.5 مليون سيارة في أبريل فقط، منها 900 ألف تم بيعها في السوق الصيني، مما يمثل زيادة بنسبة 32% عن العام السابق، يعتبر هذا التحول نحو الطاقة النظيفة وحلول الوقود البديل أحد العوامل الرئيسية التي تدعم الطلب المستقبلي على البلاتين، في المقابل يؤدي تسارع تواجد السيارات الكهربائية تدريجياً إلى تراجع الاعتماد على البلاديوم، مما سيلقي بآثار سلبية على استقراره.

ارتباط أسعار المعادن بالذهب يعزز المكاسب

لم تقتصر العوامل الداعمة لأسعار البلاتين على زيادة استخداماته في الصناعات، بل ساهم صعود أسعار الذهب في تحفيز الطلب على المجوهرات المصنوعة من البلاتين، حيث ارتفع الذهب بنسبة 27% منذ بداية العام، كما جرى تحفيز الفضة التي شهدت صعوداً موازياً بنسبة 26%، هذا الصعود في المعادن الثمينة يدعم بدوره أداء البلاتين، ويعظم من زخم الطلب على منتجاته في الأسواق العالمية.

التوقعات المستقبلية للبلاتين والبلاديوم

يتوقع الخبراء استمرارية دعم أسعار البلاتين خلال ما تبقى من هذا العام وحتى منتصف العام المقبل، مدفوعاً باهتمام متجدد من المستثمرين وارتفاع الطلب على المجوهرات، بجانب تزايد الاعتماد على تقنيات الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين، أما البلاديوم، فمن المتوقع أن يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مستوياته الراهنة نتيجة تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية، مما يضعه أمام مستقبل أكثر صعوبة مقارنة مع البلاتين.