«سباق تاريخي» الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس الحادي والعشرين لكوريا الجنوبية

تعيش كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 حدثًا مهمًا يتمثل في الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس الحادي والعشرين للبلاد، حيث تُعد هذه الانتخابات واحدة من أهم المحطات السياسية خلال العقود الأخيرة لما تحمله من معانٍ تتعلق بمحاولة تجاوز الأزمات السياسية والاجتماعية القائمة، تتزامن هذه الانتخابات مع أوضاع استثنائية تعيشها كوريا الجنوبية، كانت أبرزها الأزمة الاقتصادية العميقة والانقسام المجتمعي الذي ألقت ظلاله على الحياة السياسية والشعبية.

انتخابات كوريا الجنوبية والأبعاد السياسية

افتتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي في جميع أنحاء جمهورية كوريا الجنوبية، بعدد يبلغ 14,295 مركزًا للاقتراع تستمر في استقبال الناخبين حتى الساعة الثامنة مساءً، وتأتي هذه الانتخابات بعد سلسلة من الأحداث الكبرى التي أثرت على الاستقرار السياسي في البلاد ومن أبرزها إعلان الأحكام العرفية من قِبل الرئيس السابق يون سوك يول في ديسمبر من العام الماضي، تلاه قرار عزله من خلال المحكمة الدستورية في أبريل الجاري، هذا الإجراء سبّب موجات من النقاش المجتمعي الحاد، وجعل من الانتخابات الحالية مسرحًا لإعادة ترتيب البيت السياسي الداخلي.

أعداد الناخبين في كوريا الجنوبية

العامل القيمة
عدد الناخبين المسجلين 44,391,871 ناخبًا
عدد الناخبين في التصويت المبكر 15,423,607 ناخبًا
عدد الناخبين المقرر تصويتهم اليوم 28 مليون ناخب

تُبرز الإحصائيات قوة المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي داخل كوريا الجنوبية، حيث شارك أكثر من 15 مليون شخص في التصويت المبكر الذي جرى يومي 29 و30 مايو، ما يشير إلى اهتمام كبير لدى الشعب في بلورة مستقبل البلد والتحكم بمسارات الحكم، بينما لاتزال الصناديق اليوم تنتظر تصويت أكثر من 28 مليون مواطن ليكون المستقبل السياسي في أيدي شعب واعٍ بحجم المسؤولية.

المرشحين للرئاسة في كوريا الجنوبية

تنافس على الرئاسة ثلاثة مرشحين يمثلون توجهات سياسية متنوعة تلعب دورًا محوريًا في صياغة مستقبل كوريا عقب الانتخابات، وفيما يلي رؤساء الحملات الانتخابية للمرشحين:

  • لي جاي ميونج، يمثّل حزب الديمقراطيين عن التوجهات التقدمية؛
  • كيم مون سو، مرشح حزب قوة الشعب المدافع عن القيم المحافظة؛
  • لي جون سوك، وهو مرشح مستقل دون أي انتماء حزبي أو تحالف مع قوى سياسية؛

استخدم المرشحون أساليب مختلفة لخوض معركة انتخابية تُوصف بأنها “لحظة تقدير المصير”، حيث وصف المرشح التقدمي لي جاي ميونج الانتخابات بأنها صراع بين قوى الشعب وقوى النظام السابق، بينما أشار المرشح المحافظ كيم مون سو إلى ضرورة إنهاء الديكتاتورية وبناء نظام ديمقراطي متجدد، أما لي جون سوك فركز خطابه على أهمية التخلص من الفساد وإنهاء الانقسامات داخل المجتمع، يأتي ذلك وسط حيرة لدى الشعب الكوري في اختيار الرئيس الجديد الذي يمكنه توحيد البلاد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

تُظهر هذه الانتخابات توجهًا قويًا نحو تعزيز الشرعية السياسية واستعادة الثقة بين الشعب والمؤسسات، كما أنها تعكس تصميم الكوريين الجنوبيين على الوقوف ضد التحديات المحلية والدولية التي تواجه بلادهم، مما يجعلها لحظة فارقة في تاريخ هذا البلد الآسيوي المؤثر في الساحة الدولية.