«قفزة جديدة» أسعار الذهب ترتفع عالميًا وسط مخاوف التضخم والاضطرابات التجارية

أسعار الذهب تعد واحدة من المؤشرات الاقتصادية التي تحظى بمتابعة واسعة؛ حيث شهد الذهب خلال الفترة الأخيرة صعودًا عالميًا مدعومًا بتنامي الحذر من التضخم ومخاوف الأسواق التجارية، وتحديدًا فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين؛ ما جعل المستثمرين في حالة ترقب خصوصًا مع صدور بيانات اقتصادية مؤثرة مثل مؤشر أسعار المستهلكين CPI الأمريكي.

أسعار الذهب: عوامل التغير في الأسواق المحلية والعالمية

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعًا ملحوظًا رغم ارتفاع قيمته بالسوق العالمية، حيث أشار المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، سعيد إمبابي، إلى أن سعر الذهب عيار 21 قد انخفض بمقدار 5 جنيهات ليسجل 4660 جنيهًا للجرام، بينما على الجانب العالمي ارتفعت الأوقية بنحو 10 دولارات، لتصل إلى 3334 دولارًا. وعزا المحللون هذا التراجع المحلي إلى انخفاض سعر صرف الدولار في السوق المصرية مع تحسن التدفقات النقدية الأجنبية وارتفاع تحويلات المصريين بالخارج.

تحليل أسعار الذهب في الفئات المختلفة

قدم التقرير تحليلًا لأسعار الذهب وفقًا لأنواعه المختلفة حيث سجل جرام الذهب عيار 24 سعر 5326 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 3994 جنيهًا، وسجل عيار 14 حوالي 3107 جنيهات؛ أما الجنيه الذهب فقد بلغ سعره 37280 جنيهًا. وقد جاءت هذه الأسعار في وقت يشهد الطلب على الذهب استقرارًا نسبيًا وسط تقلبات الأسواق الناجمة عن المخاوف الجيوسياسية والمشهد التجاري العالمي.

أسباب ارتفاع الذهب في البورصة العالمية

ارتفاع الذهب عالميًا يأتي مدفوعًا بالترقب الاقتصادي ومخاوف المستثمرين حيال سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تُظهر المؤشرات أن البنك المركزي الأمريكي قد يلجأ إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لفترات أطول لمواجهة الضغوط التضخمية. هذا الاتجاه يعزز جاذبية الذهب كأصل تحوطي ضد التضخم؛ بالإضافة إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي وزيادة الطلب من البنوك المركزية العالمية التي تلجأ إلى تخزين الذهب كجزء من استراتيجياتها التحوطية.

تأثير العلاقات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى على أسعار الذهب

العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلعب دورًا مهمًا في تقلب أسعار الذهب؛ إذ ما زالت الأسواق تنتظر توضيحًا رسميًا بشأن مستقبل هذه العلاقات وسط الإشارات المتباينة حول الاتفاقيات التجارية. هذا الغموض يدفع المستثمرين إلى الأصول الآمنة مثل الذهب في ظل تزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.

التوقعات المستقبلية لتحركات الذهب

تتوقع مؤسسة ANZ Research أن يصل سعر الأوقية إلى 3600 دولار أمريكي خلال النصف الثاني من العام؛ وذلك بعدما نجح الذهب في إثبات جاذبيته كأداة دفاعية في مواجهة المخاطر. وبالرغم من أن الارتفاع الطبيعي للعوائد الحقيقية على السندات قد يقلل من إقبال المستثمرين على الذهب، إلا أن الظروف الراهنة تسير بعكس هذا النمط التقليدي، ما يعزز من قيمة الذهب في الأسواق المالية المستقبلية.

تأثير الأزمات الجيوسياسية على حركة الذهب

ساهمت الأزمات السياسية الدولية والعقوبات الاقتصادية على دول رئيسية في ارتفاع الذهب كوسيلة لتجنب المخاطر، حيث تحول الذهب إلى خيار استراتيجي للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على ثرواتهم وسط حالة عدم الاستقرار المتزايدة. ومن المتوقع أن يستمر تأثير هذه الظروف خلال الفترات القادمة مع استمرار التوترات الاقتصادية ومخاوف التضخم العالمي.