«مفاجأة عالمية» الذهب يصبح ثاني أكبر احتياطي نقدي عالمي بعد الدولار

تزايد إقبال البنوك المركزية على الذهب أدى إلى تصدره المشهد كأحد أهم الأصول الاحتياطية في العالم، حيث تجاوز اليورو ليصبح ثاني أكبر احتياطي عالمي بعد الدولار الأمريكي، هذا الاتجاه يعكس أهمية الذهب المتزايدة كملاذ آمن وأداة للتحوط، وقد أشار تقرير صادر عن البنك المركزي الأوروبي إلى هذا التحول الكبير في مشهد الاحتياطيات العالمية.

تزايد مخزونات الذهب لدى البنوك المركزية

تقترب مخزونات البنوك المركزية من الذهب من مستويات تاريخية تعود إلى منتصف القرن الماضي، حيث شهدت تلك الفترات أيضًا إقبالاً قوياً على المعدن الثمين، ومع ارتفاع أسعار الذهب بشكل ملحوظ، أصبح من حيث القيمة ثاني أكبر احتياطي بعد الدولار الأمريكي، التطلع إلى تعزيز الأصول السائلة مثل الذهب والعملات الأجنبية لا يعود فقط إلى التحوط من مخاطر التضخم، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز الاستقلالية المالية.

دور الذهب في تنويع الاستثمارات

تكديس الأصول مثل الذهب يعكس رغبة البنوك المركزية في تنويع محافظها المالية، فالذهب، كأصل مادي وملاذ آمن، يلعب دوراً مهماً في دعم الاقتصادات في أوقات الأزمات، إضافة إلى أن قيمته تظل مستقرة نسبياً في فترات التقلبات الاقتصادية، البنوك المركزية تحتفظ بأكثر من 20% من الطلب العالمي على الذهب، مقارنة بحوالي 10% فقط في العقد الثاني من القرن الحالي؛ ما يؤكد تحوله إلى أداة استراتيجية متعددة الأغراض.

تنامي جاذبية الذهب للدول الناشئة

يظهر الذهب كخيار أكثر جذباً للدول الناشئة والنامية، التي تسعى إلى تجنب التأثيرات السلبية للعقوبات الدولية أو تقلص دور العملات الرئيسية في النظام النقدي، المسح الأخير للبنك المركزي الأوروبي أظهر أن الذهب أصبح يتمتع بجاذبية استثنائية لهذه الدول، هذا التوجه نحو الذهب يعزز قدراتها على مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية التي قد تواجهها على المدى الطويل، خاصة مع توقعات استمرار الاضطرابات الجيوسياسية.

أسعار الذهب وتقلبات الأسواق العالمية

الأسعار العالمية للذهب سجلت قفزات قياسية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في عام 2025، على الرغم من هذا الارتفاع المذهل، إلا أن الذهب شهد تقلبات في القيمة خلال الفترات الأخيرة، نتيجة للسياسات المالية العالمية التي أصبحت أكثر تعقيدًا، مثل التعريفات الجمركية الأمريكية المتغيرة، هذا التقلب يعكس التحديات لكن يسلط الضوء على أهمية الذهب كأداة للاستقرار وسط هذه الفوضى.

جغرافية الطلب العالمي على الذهب

تصدرت الصين قائمة الدول الأكثر شراءً للذهب، مدعومة بدورها البارز في الاقتصاد العالمي، مع مساهمات كبيرة من دول مثل الهند وتركيا التي تعتبر أيضًا من المشترين الرئيسيين، التصاعد المستمر في الطلب يساهم في دعم الأسعار لكنه يعزز من دور الذهب كركيزة اقتصادية عابرة للحدود، في سياق متصل، ارتفع الطلب بشكل ملحوظ مع الغزو الروسي لأوكرانيا، ما عزز من دور الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات العالمية.