«حقيقة صادمة» ضربات ترامب اليهودي لماذا لم تكن حربنا؟

تعد القضية اليمنية واحدة من أضخم وأعقد القضايا التي ميزت المشهد السياسي في المنطقة خلال العقود الأخيرة، يعكس الوضع في اليمن تعقيدات سياسية، عسكرية، واجتماعية متداخلة أفرزت صراعات مستمرة، ففي ظل الحرب الشرسة وآثارها الراهنة، تقف الجمهورية اليمنية كهدف سامٍ يتعين الدفاع عنه أمام التهديدات التي يمثلها الحوثي وتأثيراته على البلاد، فالحرب على الحوثي ليست مجرد مواجهة أمنية، بل هي معركة متعددة الأبعاد تشمل الجوانب العسكرية، السياسية، والاجتماعية.

الحوثي تحت التأثير العسكري الأمريكي

التكتيك العسكري الأمريكي في الأعوام الأخيرة ركز بشكل مكثف على توجيه ضربات موجعة للحوثيين، وقد أحدث هذا محوريًا تأثيرًا، إذ دفعت هذه الضربات الحوثي لإغلاق خطوط الاتصال بين قياداته خوفًا من التجسس والاستهداف، وقد شملت هذه العمليات الجوية مواقع حيوية كانت محسوبة على الحوثيين، ما كشف عن هشاشة النظام الاستخباراتي الخاص بهم، إلا أن قيادات دولية ومحلية كانت واضحة منذ البداية بأن هذه الحملة لا تعالج التحديات الجوهرية التي يواجهها اليمنيون، إذ ينظر البعض إلى هذه الضربات كأداة ضغط تصب في مصلحة واشنطن لاستعراض قوتها أمام الحرس الثوري الإيراني وتنظيمات مشابهة.

السياسة الدولية وتأثيرها على الصراع

الأزمة اليمنية تجاوزت حدودها الجغرافية لتسهم في تشكيل موازين القوى الدولية، فقد دفعت التحركات الإيرانية، التي تعتمد على الحوثي كأداة لزعزعة الاستقرار، بالعالم للتصدي لتحركات طهران، وقد أعلن ترامب خلال فترة ولايته عن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، مما زاد من الضغوط الدولية عليهم وقلص نفوذهم، وفي الوقت الذي كان يُنظر إلى الخطوات العسكرية باعتبارها ضربة للحرس الثوري وداعميه، كان الصمت الدولي البارز تجاه هذه الضربات مثيرًا للدهشة، حيث لم يكن هناك رفض واسع أو حتى معارضة علنية لها، ما أعطى أمريكا الضوء الأخضر لتنفيذ خططها بحرية تامة.

انتعاش التحركات الوطنية ضد الحوثي

بينما يواجه الحوثي التحديات الدولية والمحلية، تسعى المقاومة الوطنية لبناء رؤية شاملة للحفاظ على هوية الجمهورية، فالتحديات كثيرة ومتنوعة، من أهمها تعزيز الاستقرار الداخلي وتحقيق التنمية التي تعود بالفائدة على المواطنين، هناك أمثلة واضحة لأعمال البناء مثل مشروعات المدارس والجامعات، ورسائل السلام والتنمية التي توجهها محافظات مثل عدن وتعز، تعبر عن تصميم الشعب اليمني على التغلب على أزمات الحرب، وقد أشار قادة المقاومة إلى أن هذه الجهود ليست مؤقتة بل هي خطوات ثابتة تهدف لاستعادة مستقبل النظام الجمهوري في اليمن.

استراتيجية مقاومة الحوثي محليًا

تؤكد القيادات المحلية أن المواجهة مع الحوثي تتطلب التماسك والتكاتف الوطني بين جميع فئات المجتمع، فمع ازدياد صعوبة الوضع الاقتصادي وتراجع الخدمات الأساسية، يصبح لزامًا على الشعب التمسك بأرضه والعمل على تحسين ظروفه الحياتية، واليمنيون يدركون أن انتصارهم يتطلب تجاوز الخلافات السياسية والانخراط في جهود وطنية واحدة، بعيدة عن الإقصاء أو التفرقة، ينبغي أن تكون المرجعيات السياسية والإعلامية موحدة، ولها دور فعال في تعزيز الروح الوطنية وإيصال صوت اليمنيين للعالم، مما يعزز فرص النجاح في مواجهة هذا التحدي الكبير.