«مفاجأة كبرى» انخفاض أسعار الذهب محلياً وسط توقعات التضخم العالمية

شهدت أسعار الذهب تغيرات ملحوظة في السوق المحلية المصرية اليوم، رغم الارتفاع المحدود في الأسعار العالمية، وعكست هذه التحركات تأثيرات متعددة بدءًا من تراجع سعر صرف الدولار وصولاً إلى تقلص الطلب المحلي، كل هذه العوامل تفاعلت لتؤثر بشكل مباشر على حركة الذهب، مما يجعل المشهد بحاجة إلى تحليلات عميقة للوصول إلى رؤية أوضح حول مستقبل الأسعار.

تراجع أسعار الذهب في مصر

في مصر، انخفض سعر الذهب بمقدار 5 جنيهات لكل جرام وفقًا لما أوردته منصة “آي صاغة”، حيث سجل جرام الذهب من عيار 21 الشهير 4660 جنيهًا اليوم، يأتي هذا التراجع رغم ارتفاع سعر أوقية الذهب عالميًا بمقدار 10 دولارات لتصل إلى 3334 دولارًا، مما يشير إلى تباين بين السوقين المحلي والدولي يعكس تحديات اقتصادية مختلفة، ومن بين المؤشرات المحلية المؤثرة تلك المتعلقة بتحسن قيمة الجنيه أمام الدولار بفضل تدفقات من العملات الأجنبية مثل تحويلات المصريين في الخارج.

أسعار الذهب اليوم في السوق المحلية

جاءت أسعار الذهب اليوم على النحو التالي:

• عيار 24: 5326 جنيهًا
• عيار 21: 4660 جنيهًا
• عيار 18: 3994 جنيهًا
• عيار 14: 3107 جنيهات
• الجنيه الذهب: 37280 جنيهًا

هذا التنوع في العيارات يقدم خيارات للمستثمرين والمشترين النهائيين مع استمرار حالة الترقب الحذر في السوق بسبب تقلبات الأسعار العالمية.

أسباب ارتفاع الذهب عالميًا

على المستوى العالمي، شهد الذهب زيادة طفيفة في سعره بنسبة 0.3% نتيجة الضبابية الاقتصادية، ومن ذلك الانتظار لأرقام مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي، التي يتم الاعتماد عليها لتوجيه السياسة النقدية لبنك الفيدرالي الأمريكي، كما لعبت المخاوف بشأن استمرار قيود التجارة بين الولايات المتحدة والصين دورًا بارزًا في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن؛ هذه العوامل ساهمت في دعم أسعار الذهب عالميًا رغم ضعف العلاقة التقليدية بين الذهب وعوائد السندات.

توقعات أسعار الذهب

تتوقع مؤسسات عالمية مثل “ANZ Research” أن تشهد أسعار الذهب زيادات قوية قد تصل إلى 3600 دولار للأوقية بحلول عام 2025، يعود هذا التوقع إلى عوامل مثل القوة الشرائية المتزايدة للبنوك المركزية واتجاه المستثمرين للتحوط من المخاطر، وهذا يشير إلى أهمية الذهب في مواجهة الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى، حيث يتقن الذهب دوره التقليدي كملاذ يلجأ إليه في أوقات القلق الاقتصادي والسياسي.

العلاقة بين الدولار والجنيه وتأثيرها على الذهب

أشار التقرير إلى أن تحسن قيمة الجنيه المصري أمام الدولار يلعب دورًا حاسمًا في تراجع أسعار الذهب محليًا، فقد سجل الدولار نحو 49.70 جنيهًا، مع استقرار الطلب على الذهب نسبيًا في السوق المحلية، مما يقلل من تأثير الارتفاع العالمي، كما أن زيادة تدفق النقد الأجنبي ساعد في دعم سعر العملة المحلية، وكانت هذه التدفقات نتيجة تحويلات العاملين في الخارج وغيرها من مصادر الإيرادات، وهو ما يعزز من توقعات استقرار الأسعار نسبيًا مستقبلاً.

نظرة نحو المستقبل

من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التحرك تحت تأثير مزيج من العوامل مثل التضخم، والسياسات النقدية، والتوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، ومع هذه المستجدات، يبقى الذهب أحد الأصول التي يعتمد عليها المستثمرون كخيار دفاعي في مواجهة الاضطرابات الاقتصادية المحلية والعالمية، وإذا استمرت العوامل الداعمة لارتفاع الذهب عالميًا، فقد نشهد تغيرات إضافية في الأسعار محليًا، تتأثر أيضًا بقيمة الجنيه المصري.