«سيناريوهات صادمة» الحوثيون محاصرون بخيارات مصيرية تهدد بقاءهم

المشهد السياسي في اليمن يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، حيث تواجه جماعة الحوثي المحاصرة سلسلة من السيناريوهات المؤثرة في ظل التطورات المحلية والإقليمية. النزاعات السياسية والتصارع حول السيطرة على الموارد الحيوية، مثل الموانئ والمطارات، تمثل التحديات الكبرى للجماعة التي فقدت الموارد الاقتصادية واللوجستية، مع حظر شامل على السفن المحملة بالنفط والغاز؛ خيارات جماعة الحوثي الحالية محصورة بين ثلاثة سيناريوهات رئيسية سيكون لها تداعيات مباشرة على البيئة السياسية والاقتصادية.

السيناريو الأول: السلام وفق المرجعيات الثلاث

السيناريو الأول الذي يواجهه الحوثيون يتعلق بقبول السلام استنادًا إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، مخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي، هذا الحل يتطلب إنهاء الانقلاب وتسليم السلطة السياسية بصورة مباشرة، كما يصفه المحللون بأنه يمثل هزيمة سياسية كبيرة للجماعة، حتى دون النزاعات العسكرية، ومع ذلك، تعتبر الجماعة أن احتمالية قبول مثل هذا السيناريو ضعيفة للغاية، فهم يدركون أن خطوة كهذه قد تضعف نفوذهم بشكل حاسم وتجبرهم على التراجع.

السيناريو الثاني: الهروب إلى الحرب

خيار الحوثيين الآخر للتعامل مع الموقف الراهن قد يكون الهروب إلى الحرب، إذ قد تتجه الجماعة لمحاولة السيطرة على محافظتي مأرب وشبوة لتعويض خسائرهم الكبيرة في الموارد الاقتصادية. ورغم ذلك، فإن هذا التوجه يضعهم في مواجهة مباشرة قد تكون نتائجها مدمرة، التصعيد العسكري في هذا الاتجاه يجعل الجماعة تواجه ضربات نوعية، كما أن استئناف الحرب سيعزز من احتمالية دعم إقليمي ودولي لقوات الشرعية ويزيد من احتمالية التدخل البري الحاسم، مما يدفع بالوضع العام إلى مزيد من التعقيد.

السيناريو الثالث: الجمود في مربع اللاسلم واللاحرب

الجمود السياسي والعسكري تحت ما يسمى “مرحلة اللاسلم واللاحرب” يأتي كخيار ثالث وخطير أمام جماعة الحوثي، حيث تعتمد الجماعة على هذه الحالة لإعادة ترتيب أوراقها وتجميع قوتها، إلا أن فقدانها للبنية التحتية الحيوية مثل الموانئ والمطارات يجعل الأمور أكثر صعوبة عليها، الانهيار الاقتصادي المتصاعد يزيد من احتمالية تصاعد السخط الشعبي وقد يؤدي مع الوقت إلى انتفاضات شعبية ضد الجماعة، ومع ذلك، يعتمد هذا السيناريو إلى حد كبير على الوقت والضغوط الاقتصادية والاجتماعية المستمرة.

تصعيد داخلي وخارجي محتمل

في سياق تلك السيناريوهات، لا يمكن استبعاد احتمالية تصعيد الحوثيين داخليًا من خلال استهداف الموانئ والمطارات خصوصًا في عدن، أو خارجيًا عبر فوضى تمتد إلى مناطق خارج اليمن؛ هذه التحركات قد تكون بمثابة محاولة لإشغال الأطراف الدولية عما يدور داخل البلاد من انهيارات تحت حكم الجماعة، الهدف من مثل هذه الاستراتيجية هو شراء الوقت وتعقيد الحلول المتاحة للأطراف الدولية والمحلية على حد سواء.

الحسم العسكري كخيار أقل تكلفة

في ضوء تعنت الحوثيين واستفادتهم من الفوضى السياسية السائدة، يرى الباحثون أن الحسم العسكري قد يكون الحل الأقل تكلفة على اليمنيين ودول المنطقة، هذا الخيار يعتمد على استعدادات عسكرية شاملة تتطلب دعمًا إقليميًا ودوليًا، ومع ذلك، يعتمد نجاح هذا الاتجاه على التنسيق المحكم بين قوات الشرعية والتحالفات الإقليمية؛ الحسم العسكري يمثل فرصة للعودة إلى الاستقرار الداخلي حال عدم تمكن الحوثيين من الاستجابة لمقتضيات السلام.