«جدل واسع» اختيار أمريكا لاستضافة مونديال الأندية هل كان صائبًا؟

تعد بطولة كأس العالم للأندية واحدة من أبرز الأحداث الرياضية عالمياً، حيث يلتقي فيها نخبة الأندية للتنافس على لقب عالمي، ومع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن تنظيم البطولة بنمطها الجديد واستضافة الولايات المتحدة الأمريكية لها ما بين يونيو ويوليو 2025 بمشاركة 32 فريقاً، برزت بعض التحديات التي أثرت على الإقبال الجماهيري خاصة في ظل الإحصائيات التي أوضحت بطء مبيعات التذاكر وضعف الاستجابة المحلية والدولية وبرغم من البنية التحتية المتطورة، إلا أن النجاح المتوقع لم يتحقق بعد.

بطء مبيعات التذاكر في بطولة كأس العالم للأندية

انطلقت مبيعات تذاكر البطولة في ديسمبر 2024، إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال مقارنة بحجم الحدث، فعلى سبيل المثال، مباراة الافتتاح التي جمعت بين إنتر ميامي والأهلي في ملعب هارد روك، الذي يتسع لما يزيد عن 65 ألف مقعد، شهدت بيع ما يقرب من 25 ألف تذكرة فقط حتى يونيو 2025، مع مساهمة ضعيفة من جمهور الأهلي، حيث لم تتجاوز 500 تذكرة، ولجأت الفيفا إلى تخفيضات كبيرة وصلت إلى 84% من السعر الأصلي لزيادة المبيعات، مما أثر سلبياً على ثقة الجماهير الذين اشتروا التذاكر مسبقاً بأسعار عالية.

أسباب ضعف الإقبال على كأس العالم للأندية

العديد من الأسباب أدت إلى الإقبال الضعيف على البطولة، خاصة في السوق الأمريكية، أولاً، تأتي كرة القدم في المركز الرابع من حيث الشعبية في الولايات المتحدة بعد كرة القدم الأمريكية، كرة السلة، والبيسبول، مما يجعل استقطاب الجمهور المحلي تحدياً كبيراً، ثانياً، المسافات الجغرافية بين أمريكا ومناطق جماهيرية كبيرة مثل أوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية جعلت السفر إلى الولايات المتحدة مكلفاً ومرهقاً للمشجعين، ثالثاً، افتقرت الحملات التسويقية للزخم اللازم لجذب الاهتمام بالبطولة، خاصة مع تضارب مواعيدها مع أحداث رياضية رئيسية أخرى في الولايات المتحدة.

أثر التوسعة على مستوى المنافسة

شهدت البطولة تغييرات هيكلية بزيادة عدد الفرق إلى 32 فريقاً للمرة الأولى، وهي خطوة انتقدها كثيرون حيث رأوا أنها تفتقر إلى التنافسية مقارنة بمسابقات مثل دوري أبطال أوروبا، ومع ذلك، كان لهذه الخطوة مزايا اقتصادية أبرزها جذب رعاة يبحثون عن استثمار مالي ضخم مقابل الجوائز الكبيرة، ولكن يبدو أن هذا لم يكن كافياً لإثارة الحماس المتوقع بين المشجعين، خاصةً في ظل ضعف الترويج للحدث بما يكفي لإبراز قيمته الحقيقية.

محاولات لمعالجة المشكلات

اتخذ “فيفا” خطوات إضافية لتعزيز الإقبال على المباريات، منها التعاون مع جامعة ميامي دايد لتقديم عروض تذاكر تشمل خصومات هائلة لتشجيع الطلاب على الحضور، كما طرحت “فيفا” أسعاراً مناسبة تتضمن حزم تذاكر تغطي عدة مباريات، إلى جانب تسهيلات للسفر والإقامة تستهدف الجمهور الدولي، ولكن برغم من ذلك فإن تحسين الأوضاع يحتاج إلى خطوات إضافية لتعظيم الاستفادة من استضافة دول كبرى كبنية تحتية متقدمة مثل الولايات المتحدة.

البنية التحتية والأسماء الكبيرة

ومع ضعف الإقبال، إلا أن الولايات المتحدة تمتلك ميزات رئيسية منها البنية التحتية عالمية المستوى، حيث تحظى البطولة بتوافر ملاعب حديثة مؤهلة لاستضافة كأس العالم 2026، إلى جانب استضافة نجوم عالميين مثل ليونيل ميسي مع إنتر ميامي، وكيليان مبابي وفينيسيوس جونيور مع ريال مدريد، وبرغم هذه الميزات، فإن السوق الأمريكية ما زالت بحاجة إلى استراتيجيات تسويقية محترفة لتحفيز الحضور الجماهيري سواء محلياً أو من جماهير الدول الأخرى.