«خطوة غير مسبوقة» الرئيس السوري أحمد الشرع يزور أمريكا رسميًا لأول مرة

يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع للقيام بزيارة تاريخية ومهمة إلى الولايات المتحدة في شهر سبتمبر المقبل، حيث وصفها المراقبون بأنها تمثل نقلة نوعية في العلاقات بين دمشق وواشنطن بعد سنوات طويلة من التوترات. وتأتي هذه الزيارة بترتيبات دبلوماسية مكثفة، إذ ستكون أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس سوري إلى الأمم المتحدة منذ أكثر من ستة عقود، ما يبرز التحول الكبير في موقع سوريا على الساحة الدولية.

زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الأمم المتحدة

بحسب ما أفادت به قناة “سوريا تي في”، يعتزم الرئيس السوري أحمد الشرع إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال زيارته، وهو أمر ذو أهمية قصوى لكونه يرمز إلى عودة سوريا إلى المنظومة الدولية بعد سنوات من العزلة الدبلوماسية. ويتطلع المراقبون إلى أن تلعب هذه الخطوة دورًا كبيرًا في تعزيز الاستقرار في المنطقة وبناء جسور جديدة بين دمشق والمجتمع الدولي، خاصة بعد تقارب الرئيس السوري مع قادة الدول الكبرى.

تحولات في العلاقات الأمريكية السورية

التحولات السياسية بين الولايات المتحدة وسوريا برزت بشكل واضح خلال السنة الماضية، حيث شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا بعد لقاء كان قد عُقد في العاصمة السعودية الرياض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس أحمد الشرع في شهر مايو الماضي. وقد كان هذا اللقاء الأول من نوعه خلال 25 عامًا، وهو ما فتح الباب أمام التعاون والتفاوض بين الجانبين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية.

رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا

التغير الأبرز في ملامح السياسة الأمريكية تجاه سوريا تمثل في إعلان الرئيس ترامب عن رفع العقوبات الطويلة الأمد المفروضة على سوريا، هذه العقوبات التي كانت قد أعاقت لسنوات إمكانية التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بين دمشق والدول الأخرى. ولاحقًا، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصًا يسمح بتنفيذ عمليات اقتصادية وتجارية جديدة مع الكيانات السورية. يبدو أن سياسة الانفتاح قد بدأت بجني ثمارها من خلال إزالة العقبات السابقة أمام التعاون بين الجانبين.

القطاعات المتأثرة برفع العقوبات

شملت قرارات رفع العقوبات العديد من القطاعات الحيوية مثل الطيران المدني وشركات النفط الكبرى كـ”سيترول”، بالإضافة إلى المصرف المركزي السوري الذي كان محاصرًا اقتصاديًا لفترة طويلة. كما أكدت تقارير إعلامية توقيع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على وثيقة رسمية بتعليق العقوبات لمدة 180 يومًا.

أهمية الزيارة بالنسبة لسوريا

زيارة الرئيس أحمد الشرع للولايات المتحدة تحمل دلالات استراتيجية مهمة، فهي لا تتعلق فقط بكسر الجمود الدبلوماسي بين الطرفين، وإنما تعني أيضًا بداية مرحلة جديدة من التعاون والمصالح المشتركة. إن انفتاح سوريا على الاقتصاد العالمي ورغبتها في استعادة مكانتها الإقليمية قد تكون هي المحرك الرئيسي لتحقيق المزيد من التفاهمات الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.