«خطوة جريئة» التجربة السعودية الرائدة طريق سوريا لتعزيز أمنها الداخلي

تواصل سوريا العمل نحو تعزيز التعاون المشترك مع المملكة العربية السعودية في المجالات الأمنية، مستفيدة من التجربة الفريدة التي طورتها المملكة عبر سنوات طويلة لتحقيق الاستقرار وضبط الأمن، وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن اجتماع ثنائي جمع بين وزيري الداخلية في البلدين في مدينة جدة، بهدف تبادل الخبرات الأمنية ووضع أطر تعاون استراتيجية، حيث تسعى دمشق للاستفادة من التجربة المتميزة للسعودية في مجالات حيوية مثل مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني.

التعاون الأمني بين سوريا والسعودية

ركزت المباحثات الثنائية بين الجانبين على تعزيز التعاون الأمني وتطوير قدرات الكوادر الأمنية السورية من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة التي طورتها المملكة، حيث أكد اللواء نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، أن هذا التعاون سيشمل جوانب مختلفة تهدف إلى تقوية النظام الأمني السوري، ويُعد التعاون بين البلدين خطوة نوعية في طريق استقرار سوريا وإعادة بناء بنيتها الأمنية بما يتماشى مع التحديات الإقليمية والدولية.

مجالات التعاون الأمني المشترك

حدد الجانبان عدداً من المجالات الرئيسية للتعاون الأمني، حيث ستتجه الجهود إلى تحقيق الأهداف التالية:

• تدريب الكوادر الأمنية السورية على أحدث التقنيات والأساليب في إدارة العمليات الأمنية.
• إدارة أمن الطرق باستخدام الأنظمة الذكية لمراقبة الحركة المرورية وتعقب الأفعال الجرمية.
• مكافحة المخدرات عبر تبادل البيانات الاستخبارية والخبرات التنفيذية بين البلدين.
• التنسيق في مكافحة الإرهاب، عبر تعزيز التعاون الاستخباري ومواجهة الفكر المتطرف.
• تطوير الأمن السيبراني لحماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات الإلكترونية المختلفة.
• إقامة منظومة أمنية شاملة ومتكاملة تستند إلى التجربة الطموحة التي طورتها المملكة.

أهمية التعاون في مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني

يشكل مكافحة الإرهاب أحد أبرز محاور التعاون بين السعودية وسوريا، حيث يعتبر التنسيق الاستخباراتي وتبادل المعلومات بين البلدين خطوة حيوية في مواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة؛ كما يتم التركيز على الأمن السيبراني، حيث يسعى الجانبان إلى بناء قدرات تقنية متطورة تستطيع مواجهة الهجمات الإلكترونية وحماية البيانات والبنية التحتية الرقمية. هذه الجهود تهدف إلى إرساء نظام أمني قوي يحمي المصالح الحيوية ويعزز من مرونة الأنظمة الرقمية في مواجهة التحديات المستقبلية.

وضع خطة تنفيذية للتعاون الأمني

أعلنت وزارة الداخلية السورية عن بدء العمل على صياغة خطة تنفيذية بالتعاون مع الجانب السعودي، والتي تتضمن وضع خطوات عملية لتطبيق بنود الاتفاقيات المبرمة، وتتضمن الخطة زيارات مكثفة لفِرق فنية وأمنية بين البلدين لبحث الإجراءات التنفيذية، مما يعزز من فرص تبادل الخبرات وتنظيم أطر العمل المشترك، هذا التعاون يعد خطوة جادة نحو بناء شراكة استراتيجية تهدف إلى إعادة تأهيل المنظومة الأمنية لتواكب التطورات المعاصرة.

انعكاس التعاون على الاستقرار الإقليمي

التعاون الأمني بين السعودية وسوريا يعكس اهتمام كلا البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية في إطار عربي مشترك، حيث يُعتبر الإعلان عن هذا التعاون نتيجة لرغبة مشتركة في دعم الأمن الإقليمي والدولي، إلى جانب تحسين التعاون بين الدول العربية في مواجهة الأزمات المختلفة، يُعتقد أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز الاستقرار داخل سوريا، ويمهد الطريق أمام مزيد من الشراكات الأمنية المستقبلية، مما يعكس دور المملكة كمساهم أساسي في استقرار المنطقة.