«تحركات مفاجئة» سعر الذهب اليوم يترقب بيانات التضخم المقبلة

تشهد أسعار الذهب اليوم حالة من الارتفاع الملحوظ، حيث أثرت العديد من العوامل العالمية والمحلية على هذا المعدن النفيس، والذي يملك مكانة استثنائية كملاذ آمن للمستثمرين، وتواصل الأسواق مراقبة تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية، ما زاد من الاهتمام بتحركات أسعار الذهب في الفترات الأخيرة.

أسعار الذهب العالمية ومدى تأثرها بالتوترات التجارية

ارتفع سعر أونصة الذهب عالميًا بنسبة 0.7%، حيث بلغ 3348 دولارًا للأونصة، بعد افتتاح التداول عند مستوى 3322 دولارًا، ويعود هذا الارتفاع إلى حالة التوتر الناتجة عن خلافات تجارية بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ تسعى الدولتان للوصول إلى اتفاق يعمل على تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما، وقد أثر حكم قضائي في الولايات المتحدة، قضى بالإبقاء على الرسوم الجمركية الحالية، على رفع مستويات عدم اليقين لدى المستثمرين.
في مساهمة أخرى لرفع أسعار الذهب، خلقت مفاوضات لندن الأخيرة بصيص أمل في احتواء الأزمة بين الصين والولايات المتحدة، من خلال اتفاق إطار عمل على إنهاء النزاع التجاري، واستمرت المحادثات حول تقليل الرسوم الجمركية دون نجاح واضح حتى الآن؛ بالإضافة إلى أن توقعات التضخم الأمريكي، المنتظرة بشدة من قبل المستثمرين، قد أضافت مزيدًا من الدعم لاتجاه الذهب الصاعد.

كيف يؤثر التضخم والتوقعات الاقتصادية على أسعار الذهب؟

تبرز بيانات التضخم كأحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في تحركات أسعار الذهب، حيث يندفع المستثمرون نحو شرائه في ظل ارتفاع الأسعار، فضلاً عن توقعات تشير إلى استقرار التضخم على المدى الطويل نسبيًا، إلا أنه قد يواجه زيادات طفيفة في الفترات المقبلة، مما يعزز الطلب على الذهب، علاوة على ذلك، خفض البنك الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي، مع تباطؤ في الأسواق المالية، مما يجعل الذهب خيارًا جذابًا للاستثمار في ظل هذه التحديات.

أسعار الذهب في مصر: استقرار وسط تأثيرات السوق العالمية

تشهد أسعار الذهب في مصر فترة من التحركات العرضية، حيث استقر الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا عند 4670 جنيهًا للجرام، بعد تراجع طفيف في جلسة سابقة، ويرتبط هذا التذبذب بتقلبات أسعار الذهب العالمية، مع استمرار التأثيرات الناتجة عن ضعف الطلب المحلي والسياسة النقدية للدولة، وتراجع سعر صرف الدولار تدريجيًا مقابل الجنيه المصري، ما يعزز الاستقرار النسبي في السوق المحلي.
ساهم إعلان وزارة المالية عن انخفاض الدين الخارجي بمقدار 2 مليار دولار في تعزيز الثقة بالسوق المصري، حيث انعكس على استقرار سعر صرف العملة المحلية وتحقيق توازن تدريجي في الأسواق، ويعد هذا الانخفاض إضافة إيجابية تدعم الاستقرار النقدي وأداء الذهب محليًا.

توقعات أسعار الذهب في المستقبل

يتوقع محللون أن تتراوح أسعار الذهب العالمية بين 3300 و3350 دولارًا للأونصة في المدى القريب، مع استمرار حالة ترقب المستثمرين لمزيد من الدلائل حول مستقبل التضخم والسياسات المالية والنزاعات التجارية، وعلى الصعيد المحلي، يظل سعر الجرام معتمدًا على العوامل العالمية والمحلية، مع احتمالية استمرار حركة التذبذب التي تسوده مؤخرًا، دون وضوح اتجاه ثابت.