«خطوة مفاجئة» كوريا الجنوبية توقف بث الدعاية لخفض التوتر مع بيونغ يانغ

قررت كوريا الجنوبية تعليق بث الرسائل الدعائية المناهضة لكوريا الشمالية عبر مكبرات الصوت المنتشرة على الحدود، في خطوة جديدة تهدف إلى خفض التوتر المتصاعد بين الجارتين، ويأتي هذا التحرك مواكبًا لتعهدات الحكومة الحالية في سيول بشأن تحسين العلاقات مع بيونغ يانغ وتجنب التصعيد في المنطقة.

قرار كوريا الجنوبية بوقف بث الدعاية

أصدر الجيش الكوري الجنوبي بيانًا أعلن فيه تلقيه تعليمات من القيادة العليا تقضي بوقف عمليات البث الصوتي المعادية بالقرب من المنطقة الحدودية مع كوريا الشمالية، وأكدت هيئة الإذاعة الكورية (KBS) أن هذا الإجراء يأتي جزءًا من جهود دؤوبة لتخفيف حدّة التوتر وتعزيز التفاهم المتبادل بين الدولتين، فيما يتعلق بتنفيذ الترتيبات الأمنية والتعهدات السابقة بين الطرفين، مثل اتفاقيات التهدئة السابقة التي تم التوصل إليها في السنوات الماضية.

الدوافع وراء تعليق الرسائل الدعائية

يأتي هذا القرار ضمن التزام الرئيس الكوري الجنوبي الحالي، لي جاي ميونغ، بسياساته القائمة على التقارب السلمي مع كوريا الشمالية، فقد كان لي جاي ميونغ قد ركز أثناء حملته الانتخابية على إزالة التوترات القائمة وتعزيز الأجواء الودية بين البلدين، حيث تسعى الإدارة الحالية لتخطي أزمات الماضي وإيجاد أرضية مشتركة للانفتاح على حلول سياسية جديدة، تهدف هذه الخطوات إلى بناء بيئة تدعم الحوار البناء مع جارتها الشمالية بشكل أكثر استدامة وسلمية.

التاريخ المتقلب لاستخدام الرسائل الدعائية

توقفت كوريا الجنوبية عن استخدام مكبرات الصوت كجزء من عمليات التهدئة عام 2018، إلا أن هذه الأنشطة عادت مرة أخرى في يونيو الذي سبق العام الجاري خلال حكم إدارة الرئيس السابق يون سوك يول، حيث تم إحياء هذه الحملات كرد فعل على تصرفات كوريا الشمالية، خصوصًا إطلاق الأخيرة لبالونات محملة بمخلفات ومواد دعائية موجهة إلى الجنوب، ولقد كانت هذه الإجراءات التصعيدية سببًا مباشرًا في إعادة استخدام البث وقتها، إلا أن الإدارة الحالية تسعى لطي تلك الصفحة والتركيز على تخفيف التوتر بين الدولتين.

التأثيرات المحتملة على العلاقات الثنائية

تعول كوريا الجنوبية على أن هذا القرار بإيقاف الرسائل الدعائية سيسهم في تحسين العلاقات الثنائية وتعزيز فرص المشاورات المستقبلية مع كوريا الشمالية، فالخطوة قد تكون مؤشرًا واضحًا على جدية الحكومة في التوجه نحو الحوار والتعاون المشترك، ومع ذلك، هناك ترقب لمعرفة ما إذا كانت كوريا الشمالية ستسير في الاتجاه ذاته وتبدي مرونة بتخفيف خطواتها الاستفزازية؛ مما قد يفسح المجال أمام جهود إقليمية ودولية تدعم السلام في شبه الجزيرة الكورية.