«تصريحات نارية» ترامب يصف احتجاجات لوس أنجلوس بالغزو الأجنبي ويدعو لتحريرها

في تصعيد جديد ومثير للجدل، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاحتجاجات في لوس أنجلوس بأنها تمثل “غزوًا أجنبيًا”، مشددًا على عزمه تحرير المدينة من حالة الفوضى التي تشهدها، وأكد ترامب أن هذه الاحتجاجات تهدد الأمن القومي والنظام العام الأمريكي، مما دفعه لإصدار أوامر بنشر قوات إضافية للحرس الوطني ومشاة البحرية في المدينة، وفق ما أعلنه خلال كلمة في تجمع عسكري بكارولاينا الشمالية.

ترامب يصف الاحتجاجات في لوس أنجلوس بـ”الغزو الأجنبي”

خلال تجمع أقامه في قاعدة فورت براج، أكد دونالد ترامب أن التدخل العسكري في لوس أنجلوس هدفه القضاء على ما أسماه بـ”الفوضى والاحتلال” الذي يجتاح المدينة؛ إذ أمر بنشر آلاف الجنود لدعم قوات إنفاذ القانون المحلية في المدينة، وصرح قائلًا إن أبطال أمريكا لم يضحوا بأرواحهم من أجل أن يشاهدوا وطنهم يتعرض للتدمير بسبب من يحملون أجندات عدائية تخرب السلام والأمن داخل البلاد، مضيفًا أن أي محاولات لإحداث تغييرات في النظام العام لن يتم التسامح معها تحت قيادته.

الرئيس يعلن عزمه تحرير لوس أنجلوس

أعلن ترامب عزمه مواجهة حالة الانفلات الأمني، وصرّح قائلًا: “سنعمل على تحرير لوس أنجلوس لتصبح مدينة آمنة ونظيفة مرة أخرى”، وهذه التصريحات أثارت حفيظة المعارضين الذين يرون في خطابه محاولة لتوسيع سلطته وتعزيز سيطرته تحت غطاء حماية النظام العام، ومن جهته، يرى الرئيس أن استخدام الجيش ضروري لاستعادة النظام وحماية المواطنين من تداعيات الفوضى الخطيرة التي تشهدها المدينة؛ وحذَّر ترامب من تحول المدن الأمريكية الكبرى إلى رهائن بيد الفوضويين الذين وصفهم بأنهم “أعداء داخليون” يهددون البلاد بأجنداتهم التخريبية.

حاكم كاليفورنيا يقف في مواجهة ترامب

في المقابل، كان لجافين نيوسوم، حاكم ولاية كاليفورنيا، موقف مختلف تمامًا حيث قدّم التماسًا عاجلًا للمحكمة الفيدرالية لمنع الرئيس من استخدام القوات العسكرية الفيدرالية لدعم قوات إنفاذ القانون في لوس أنجلوس، وحذر نيوسوم من أن تصعيد التدخل العسكري قد يؤدي إلى تأجيج الغضب الشعبي وإشعال مزيد من التوترات داخل المدينة؛ كما أشار إلى أن استخدام الجيش في قضايا تخص الولايات بشكل فردي يثير العديد من التساؤلات عن حدود سلطة الرئيس في هذا السياق، مما يزيد الانقسام السياسي بين الفصائل المختلفة داخل الولايات المتحدة.

جدل قانوني حول صلاحيات الرئيس

الخطوة التي قام بها ترامب بالتدخل العسكري قوبلت بانتقادات واسعة النطاق وسط انقسامات حادة على المستوى السياسي والقانوني بين قادة الولايات وبين الحكومة الفيدرالية؛ إذ تتساءل العديد من الأطراف عن الحدود الدستورية لسلطة الرئيس بشأن استخدام القوات في هذا النطاق، ويُعتبر هذا التصعيد مرحلة جديدة من النزاع بين الإدارة الفيدرالية وولايات تضم قيادات معارضة لسياسات ترامب، وتعد قضية الاحتجاجات في لوس أنجلوس نموذجًا حيًا يعكس هشاشة الاتفاق حول كيفية التعامل مع قضايا الأمن الداخلي التي تعصف بالولايات المتحدة حاليًا.