«قفزة مفاجئة» الذهب يرتفع مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية

تواصل أسعار الذهب تسجيل أرقام مرتفعة تعكس حالة من الترقب والقلق في الأسواق العالمية، حيث تحوّل الذهب إلى ملاذ آمن للمستثمرين وسط استمرار التوترات الاقتصادية العالمية وحالة عدم اليقين بشأن مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، فيما تتوجه الأنظار إلى بيانات التضخم الأمريكية التي من المتوقع أن يكون لها أثر كبير على السياسة النقدية وسوق الأصول الآمنة.

أسعار الذهب اليوم ومستويات الأداء

شهد الذهب اليوم ارتفاعًا في أسعاره بنسبة 0.5%، حيث وصل سعر الأوقية في التعاملات الفورية إلى 3337.99 دولارًا، كما ارتفعت العقود الآجلة بالولايات المتحدة إلى 3359.20 دولارًا، مما يشير إلى زيادة الطلب على المعدن النفيس، ويُعزى هذا الأداء القوي إلى استمرار حالة القلق من تداعيات النزاعات التجارية وتوجه العديد من المستثمرين نحو الذهب كأحد الأصول الآمنة، لا سيما مع انتظار بيانات التضخم الأمريكية التي يُتوقع أن تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد والأسواق.

التوترات التجارية وتأثيرها على الذهب

أعلنت مصادر أمريكية وصينية مؤخرًا عن اتفاق مبدئي بشأن إعادة الهدنة التجارية وإزالة قيود تصدير المعادن النادرة، إلا أن عدم التصديق الرسمي على هذا الاتفاق من قبل قيادات البلدين، دونالد ترامب وشي جين بينغ، يؤدي إلى استمرار حالة الغموض، وهو عامل رئيسي يدفع المستثمرين إلى الاتجاه للذهب، خصوصًا في ظل التوقعات المرتقبة بصدور بيانات اقتصادية جديدة، ويأتي هذا بالتزامن مع استمرار تأثير الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين، حيث تبادلت الولايات المتحدة والصين فرض رسوم جمركية مؤثرة على حركة التجارة.

توقعات أداء الذهب في المستقبل

في سياق التحليل الاقتصادي، توقع بنك ANZ للأبحاث أن تظل أسعار الذهب مستقرة على المدى القريب مع احتمالية تسجيل موجات صعود جديدة، حيث يمكن أن تصل الأوقية إلى ما يقارب 3600 دولار بنهاية العام، هذه التوقعات تستند إلى التحولات الجيوسياسية المستمرة وحالة الترقب بشأن نتائج التضخم الأمريكي، في الوقت ذاته تواصل المعادن النفيسة الأخرى أداءً متباينًا، حيث انخفضت الفضة بشكل طفيف بمقدار 0.1% لتصل إلى 36.52 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 1.4% ليبلغ 1238.97 دولارًا، في حين بلغت نسبة ارتفاع البلاديوم 1% ليصل إلى 1070.88 دولارًا.

العوامل الداعمة لارتفاع الذهب

هناك العديد من العوامل التي تعزز من توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب في السوق العالمية، من بينها:

  • التوترات السياسية والجيوسياسية التي تشهدها الأسواق العالمية وتأثيرها على حركة التجارة.
  • حالة عدم اليقين بشأن نتائج مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
  • التوجه العالمي نحو الأصول الآمنة مع ظهور أزمات اقتصادية متكررة.
  • ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأمريكية وانعكاساتها على قرارات الفائدة والسياسة النقدية.

استمرار الطلب على الأصول الآمنة

يستمر الطلب على الذهب وغيره من الأصول الآمنة في اتجاه تصاعدي، مدفوعًا بحالة القلق العالمي من تقلبات الأسواق والمخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وفقًا لتقديرات البنك الدولي، من المتوقع أن تنخفض نسبة النمو إلى 2.3% بحلول عام 2025 نتيجة الرسوم الجمركية وعدم الاستقرار السياسي العالمي، مما يجعل الذهب خيارًا مفضلاً للمستثمرين.