«مفاجأة كبرى» زيادة أسعار الذهب هل يتأثر الاقتصاد العالمي بسبب الصين؟

شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم ارتفاعًا طفيفًا وسط حالة من عدم اليقين بشأن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية، وقد أصبح الذهب في الآونة الأخيرة موضوعًا مهمًا للمستثمرين كونه يُعتبر ملاذًا آمنًا في ظل التوترات الاقتصادية المستمرة، مما جعله محل اهتمام واسع وتحركات ملحوظة في الأسواق المالية.

أسعار الذهب وتأثير الخلاف التجاري الأمريكي الصيني

كشف مسؤولون أمريكيون وصينيون يوم أمس عن الاتفاق على إطار عمل لإعادة مسار التجارة بين البلدين إلى طبيعته، مع اتخاذ خطوات لتخفيف القيود المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة من الصين، إلا أن الإعلان لم يتضمن حلولًا نهائية للنزاعات التجارية، واستمرت الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها البلدان في الأشهر السابقة، وأشار وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إلى أن الاتفاق الجديد جاء عقب جولات من المحادثات في جنيف قضت بخفض التعرفات الجمركية المتبادلة، حيث تم تسجيل تقدم طفيف، لكن هذا لم يُنهِ حالة التوتر تمامًا.

الذهب كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية

لا يزال الذهب يُعتبر خيارًا رئيسيًا للمستثمرين في ظل التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، فقد أصبح المعدن الأصفر وسيلة للحفاظ على رأس المال في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، بخاصة مع وجود خلاف تجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، ويُعزى الارتفاع الحالي في أسعار الذهب إلى العوامل الجيوسياسية وعدم الثقة في التوصل إلى حلول حاسمة بين الصين وأمريكا، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لبيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة التي قد تؤثر مستقبلاً على قرارات الفيدرالي الأمريكي تجاه أسعار الفائدة.

التحركات الأخيرة في أسعار الذهب

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب مؤخرًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3361.7 دولار للأونصة، كما صعدت أسعار التسليم الفوري بنفس النسبة مسجلة 3341.8 دولار للأونصة، ويربط المحللون بين هذه الارتفاعات والتوترات التجارية بالإضافة إلى تأثر الأسواق بالقرار المتوقع للفيدرالي الأمريكي، حيث تستمد أسعار الذهب قوتها من كونها ملاذًا آمنًا للمستثمرين، مما يدعم توجهاتهم نحو شراء الذهب بأوقات الأزمات المالية والتباطؤ الاقتصادي.

تأثير بيانات التضخم الأمريكي على أسعار الذهب

تتطلع الأسواق إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة، إذ يعد هذا المؤشر أحد المعايير الأساسية التي يعتمد عليها الفيدرالي في تحديد سياساته النقدية خاصة فيما يتعلق برفع أو خفض أسعار الفائدة، ويرتبط الذهب ارتباطًا وثيقًا بسياسات الفيدرالي؛ حيث يؤدي زيادة سعر الفائدة عادةً إلى تقليل الإقبال على الاستثمار في الذهب، ومع مرور الوقت، يبقى الذهب خيارًا جذابًا للدول والمستثمرين الأفراد بسبب استقراره النسبي وقدرته على مواجهة صدمات السوق.

العوامل المؤثرة على حركة الذهب في الأسواق