«لهيب الوجع» أكثر شيء يقهر اليمنيين ويحرق قلوبهم

حياة اليمنيين في شمال وجنوب البلاد تعكس صورة مأساوية من القهر والمعاناة بشكل يصعب وصفه، حتى وإن حاول أعظم الشعراء التعبير عن ما يمر به الشعب اليمني بسبب ظروفه القاسية، تعاسة اليمنيين لا تتوقف عند الشؤون اليومية بل تصل ذروتها في الأعياد والمناسبات، حيث تتحول البهجة والسعادة التي تسود العالم العربي والإسلامي في أيام العيد إلى لحظات ألم وقسوة في اليمن، الكلمة المفتاحية هنا “معاناة اليمنيين”.

معاناة اليمنيين في الأعياد

عندما يقترب يوم العيد، يعيش غالبية الأسر اليمنية حالة من الضغط النفسي الشديد بسبب عدم توفر الإمكانيات التي تتيح لهم مشاركة الأطفال فرحتهم، يمر العيد دون ملابس جديدة للأطفال، وتصبح الموائد متواضعة إلى حد كبير، في الوقت الذي يعيش فيه بقية العالم الإسلامي لحظات فرح واحتفال، ينام الأطفال في اليمن على أحلام منكسرة وقلوب مجروحة بسبب العوز والحرمان، كل هذه المشاعر تجعل الأعياد في اليمن ذكرى حزينة تضاف إلى قائمة طويلة من المعاناة اليومية.

سبب معاناة اليمنيين المستمرة

الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اليمن هي العامل الرئيس في استمرار معاناة الشعب اليمني، حيث ارتفعت معدلات الفقر والبطالة بشكل ملحوظ، وأصبح من الصعب تأمين الاحتياجات الأساسية للحياة اليومية، فضلاً عن تدهور الخدمات الصحية والتعليمية، بينما المسؤولون يعيشون أرقى مظاهر الترف في الخارج، تاركين الشعب اليمني يواجه أزماته بمفرده دون أدنى مسؤولية.

الأبعاد الإنسانية لمعاناة اليمنيين

لا تقتصر معاناة اليمنيين على الجانب المادي فقط، بل تمتد إلى تدمير روحانية الأسرة وتفكيك الروابط المجتمعية، فالأب الذي يفتقر إلى الدخل اللازم لتلبية احتياجات أسرته يشعر بالعجز أمام أطفاله، هذا الشعور ينتج عنه آلام نفسية واضطرابات تؤثر سلبًا على كل فرد من أفراد الأسرة، الأم تعيش الألم ذاته وهي ترى أطفالها محرومين من أبسط مستلزمات العيد ولا حيلة لها في التغيير، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الظروف القاسية تضغط على الأطفال نفسيًا وتجعلهم يكبرون وهم يشعرون بعدم المساواة مع أقرانهم الذين يعيشون في ظروف اقتصادية أفضل.

غياب المسؤولية وزيادة معاناة اليمنيين

في مقابل معاناة الشعب اليمني، يعيش المسؤولون خارج البلاد حياة من الترف والرفاهية، ينفقون الأموال ليستمتعوا بمزايا الحياة بينما يعاني الشعب من الجوع والحرمان، هذه الفجوة العميقة بين الطرفين تزيد من نقمة المواطنين، إذ يشعرون بأنهم منسيون تمامًا، وعلى الرغم من أن التاريخ يؤكد أن الفساد لا يدوم للأبد، إلا أن الأيام الصعبة لا تزال تثقل كاهل اليمنيين في حاضرهم دون بصيص أمل قريب.

كيف يواجه اليمنيون معاناتهم

على الرغم من قسوة الظروف، تظهر لدى اليمنيين قوة وتماسك اجتماعي مذهل، حيث يحاول المواطنون مساعدة بعضهم البعض من خلال التكاتف وتقديم الدعم، إلا أن المبادرات الذاتية والمحدودة لا تستطيع سد الفجوة الكبيرة التي خلفتها سنوات من الصراعات والفساد، جميع هذه التحديات المجتمعية تجعل أمل اليمنيين معلقًا بأي تغييرات إيجابية في المستقبل.