«خطط غامضة» سيناريوهات إسرائيل للتعامل مع الحوثيين تشمل الاغتيالات؟

يبدو أن إسرائيل تواجه تحديًا مستمرًا ومعقدًا مع جماعة الحوثي في اليمن في خضم استمرار الجماعة في إطلاق الصواريخ بعيدة المدى على الأراضي الفلسطينية المحتلة، هذا التحدي يتطلب مواجهة متعددة الجوانب، حيث ينعكس ذلك اقتصاديًا ونفسيًا على الداخل الإسرائيلي، بالإضافة إلى التكلفة الباهظة الناتجة عن العمليات العسكرية والدفاعية التي تنفذها إسرائيل للتصدي لهذه الهجمات، الكلمة المفتاحية لمقالنا هي “مواجهة الحوثيين”.

مواجهة الحوثيين وتأثيرها على إسرائيل

العمليات المستمرة التي تنفذها إسرائيل في إطار مواجهة الحوثيين لم تنجح حتى الآن في تحقيق النصر الحاسم، إذ تستمر الجماعة في إطلاق صاروخ أو اثنين يوميًا، رغم حملات الاستهداف الجوي المكثفة التي تشمل البنية التحتية العسكرية واللوجستية في اليمن، وتعد هذه المواجهة مكلفة للغاية لإسرائيل، حيث إن كل طلعة جوية تستلزم ميزانيات ضخمة تصل إلى عشرات ملايين الدولارات، وفي الجانب الآخر، تبلغ تكلفة تشغيل صاروخ “حيتس” الدفاعي نحو ثلاثة ملايين دولار للوحدة الواحدة، وهو ما يضع ضغطًا اقتصاديًا كبيرًا على الموازنة الإسرائيلية.

التحديات الاقتصادية والنفسية في مواجهة الحوثيين

تواجه إسرائيل ضغوطًا اقتصادية ونفسية بسبب استمرار هجمات الحوثيين، إذ تؤدي تلك الصواريخ إلى إدخال أكثر من ثلاثة ملايين مواطن إسرائيلي إلى الملاجئ لفترات زمنية تصل إلى 15 دقيقة يوميًا، مما يترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على المجتمع الإسرائيلي، بالإضافة إلى ذلك، عدم تمكن إسرائيل من منع إطلاق الصواريخ التي تغطي حتى ألفي كيلومتر يعتبر تهديدًا استراتيجيًا يحتاج إلى حلول فعالة وسريعة لتقليل الأضرار الشاملة التي تتعرض لها إسرائيل نتيجة لهذه المواجهة.

السيناريوهات المقترحة لمواجهة الحوثيين

حسب تقارير إسرائيلية، تم اقتراح عدة سيناريوهات محتملة للتعامل مع جماعة الحوثي في اليمن، تشمل هذه السيناريوهات الآتي:

• التفاوض على اتفاق شامل مع الحوثيين، ويشمل ذلك عودة الأسرى ووقف الهجمات الصاروخية، وقد يعتمد هذا السيناريو على الإشارات الإيجابية الصادرة عن قيادات الحوثي بشأن استعدادهم لمثل هذه الخطوة.
• اللجوء إلى الحسم العسكري الكامل، وهو خيار قائم لكنه صعب التنفيذ بسبب الدعم الإيراني المستمر للحوثيين عبر البر والبحر، مما يصعّب القضاء التام عليهم دون تكبد خسائر كبرى.
• استخدام طرق غير تقليدية مثل تعاون مع القراصنة الصوماليين لتصفية قيادات الحوثيين، ورغم أن هذا الخيار يبدو خياليًا فهو قيد النقاش لاعتباره أقل تكلفة من الاستراتيجيات التقليدية.

التقييم الشامل لحلول مواجهة الحوثيين

مع تصاعد التوتر الإقليمي نتيجة هجمات الحوثيين المستمرة، تحتاج إسرائيل إلى نهج استراتيجي شامل يجمع بين الحلول السياسية والعسكرية، يتطلب الأمر دراسة متأنية لما قد توفره التسوية الدبلوماسية من نتائج مثمرة مقارنة بالتكلفة العالية لكل من الحسم العسكري أو الحلول غير التقليدية، في حين ينبغي وضع خطط حماية داخلية مبتكرة لتقليل مخاطر الهجمات على المواطنين الإسرائيليين بشكل مباشر.