«تهديد مقلق» الغبار المريخي يهدد صحة رواد الفضاء ويثير مخاوف أمراض خطيرة

كشفت دراسة علمية حديثة أُجريت في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا أن غبار المريخ يشكل خطرًا صحيًا كبيرًا على رواد الفضاء، خاصة الجهاز التنفسي، وقد يُشكل تحديًا طبيًا للبعثات المستقبلية، حيث يتميز غبار المريخ بوجود مواد سامة مثل السيليكا وأكاسيد الحديد والبركلورات، والتي قد تؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة.

غبار المريخ والخطر المحدق

يتضمن غبار المريخ العديد من المكونات السامة التي قد تؤثر بطرق خطرة على الصحة، خاصة أن التربة المريخية غنية بعناصر مثل السيليكا، والكروم، والأكاسيد المختلفة، ومركبات البركلورات، مما يزيد من احتمال التعرض لأمراض رئوية خطيرة كمرض السيليكوز، هذا المرض يعتبر من الأمراض المهنية المعروفة، إضافة إلى ذلك، فإن حجم جسيمات الغبار الصغير للغاية يمكنه التغلغل بعمق في الجهاز التنفسي مما يزيد المخاطر الصحية على رواد الفضاء.

التجارب السابقة مع غبار القمر ودروسها

تشير الدراسة إلى خبرات رواد برنامج “أبولو” مع غبار القمر، حيث واجهوا أعراضًا مثل السعال وتهيج العين، ويمكن أن تكون تأثيرات غبار المريخ أكثر خطورة بسبب تركيبته السامة والبيئة الفريدة للكوكب الأحمر، هذا يعزز الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية وحلول مبتكرة للتخفيف من آثار الغبار على صحة رواد الفضاء أثناء مهماتهم المستقبلية.

أضرار العواصف الترابية على المريخ

تعد العواصف الترابية من الظواهر البيئية المميزة للكوكب الأحمر، تتميز بقدرتها على حجب ضوء الشمس وتغطية الكوكب بالكامل بجزيئات الغبار، كما أن هذه العواصف يمكن أن تغزو المساكن والمعدات المستخدمة في البعثات المأهولة، مما يزيد من احتمالات التعرض لمخاطر صحية إضافية، ولذا فإن تطوير أنظمة تنقية متقدمة للهواء داخل المساكن المستقبلية أمر بالغ الأهمية.

التحديات الصحية المزدوجة لاستكشاف المريخ

يتطلب العيش والعمل على سطح المريخ التعامل مع جاذبية منخفضة تعادل 36.5% من جاذبية الأرض، إلى جانب التعرض لإشعاعات كونية مكثفة؛ وهذا يؤثر على الجهاز المناعي ويزيد من مخاطر الأمراض التنفسية، كما يسبب فقدانًا في الكتلة العضلية وكثافة العظام، مما يعقد الأعباء الصحية، لذا فإن الاستعداد الطبي المسبق مطلوب لضمان سلامة رواد الفضاء طوال مدة البعثة التي قد تستمر لسنوات.

الحلول المطروحة للوقاية

اقترحت الدراسة اعتماد فيتامين “C” كعامل وقائي للحد من تأثيرات بعض العناصر الضارة مثل الكروم، مع استخدام اليود للتقليل من مخاطر البركلورات على الغدة الدرقية، إلى جانب ذلك، أوصى الباحثون بتطوير تقنيات متقدمة مثل الطلاءات الواقية والمرشحات الخاصة لمنع تراكم الغبار، ومع ذلك، شددوا على أن الإفراط في استهلاك هذه المكملات قد يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، مما يتطلب إجراءات تنظيمية دقيقة.

تطورات الجهود البحثية للبعثات المريخية المستقبلية

تعمل وكالات الفضاء العالمية، ومنها ناسا ووكالة الفضاء الصينية، على تطوير تقنيات مبتكرة لتقليل المخاطر المرتبطة بغبار المريخ، تشمل تلك الجهود استخدام مواد مضادة للالتصاق، وتنقية الهواء داخل المساكن، وتقنيات متطورة لمنع انتشار الجزيئات الدقيقة، كل هذا يهدف إلى تمكين البعثات المأهولة وإيجاد حلول عملية للتحديات الطبية والبيئية المحدقة برواد الفضاء.

أهمية توفر الرعاية الطبية المتقدمة

نظرًا لصعوبة العودة السريعة إلى الأرض من المريخ، فإن توفير رعاية صحية متقدمة داخل البعثات المأهولة أمر شديد الأهمية، يشمل ذلك تجهيز رواد الفضاء بمعدات تشخيصية وأدوية متقدمة للتعامل مع الأمراض المحتملة، ولهذا السبب يجب الاعتماد على تقنيات طبية متطورة لضمان سلامة الأفراد خلال المدة الطويلة التي يقضونها في بيئة معزولة.