«كارثة صحية» وباء قاتل يجتاح اليمن وإصابات بالآلاف خلال أسبوعين فقط

تعد محافظة إب اليمنية بؤرة لتفشي الأوبئة والأمراض الفتاكة مثل الكوليرا والملاريا، حيث يعاني السكان من غياب الرعاية الصحية الأساسية، مما يرفع من حدة انتشار هذه الأمراض ويزيد من المعاناة اليومية. تشير التقارير إلى أن الأوضاع الصحية المتدهورة مستمرة وسط غياب واضح لأي تدخل فعال للحد من هذه الأزمة الصحية التي تهدد حياة الملايين.

تفشي الكوليرا والملاريا في محافظة إب

تشهد محافظة إب انتشارًا واسعا لمرض الكوليرا والإسهالات الحادة، حيث سجلت التقارير الطبية ما يزيد على 6000 إصابة بالكوليرا بجانب 2100 إصابة بالملاريا في وقت قياسي، ورغم هذه الأرقام المقلقة، تسعى سلطات الحوثيين للتكتم على الواقع المأساوي بدلًا من مواجهته، وأفاد أطباء من 10 مستشفيات رئيسية في المحافظة بمعدلات انتشار خطيرة، مشددين على أن استمرار التدهور الصحي سيؤدي إلى عواقب وخيمة يصعب السيطرة عليها؛ حيث إن إهمال التدخل العاجل يزيد من تطور حالات الإصابة إلى مضاعفات شديدة مثل الجفاف المفرط والفشل الكلوي.

الأسباب وراء تفشي الأوبئة في إب

ترتبط حالات تفشي الكوليرا والملاريا في إب بعدة عوامل أساسية أهمها انهيار القطاع الصحي، حيث فشلت المؤسسات الصحية في تقديم الحد الأدنى من الخدمات لسكان المحافظة وفي ذات الوقت، غياب حملات التوعية والتحصين ساهم في انتشار المرض بين السكان، إضافة إلى تفاقم المشكلة بفعل سوء الإدارة وغياب الرقابة، فيما أشارت مصادر داخلية إلى أن المستشفيات مثل مستشفى الثورة وجبلة العام تعمل فوق طاقتها دون الامتلاك للموارد أو الأدوية الضرورية للتعامل مع هذه الأوبئة الخطيرة.

تداعيات تفشي الأمراض على السكان

يتسبب تفشي الأمراض في محافظة إب في حدوث خسائر فادحة للسكان، حيث يعاني الملايين من انعدام الموارد الصحية، الأمر الذي أدى إلى وفاة بعض الأطفال والنساء نتيجة عدم توفر العلاج اللازم، كما ترصد تقارير من مناطق كمدينة العدين مشاهد مأساوية لطفولة تذبل بسبب المرض، حيث يتوافد عشرات الأطفال المصابين بالكوليرا والملاريا بحثًا عن رعاية تكاد تكون معدومة، مما يزيد من مأساوية الوضع ومن العبء النفسي والمعيشي على العائلات المتضررة.

إحصائيات حديثة عن الكوليرا في اليمن

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، سجلت اليمن منذ بداية العام الجاري أكثر من 11507 حالات كوليرا في عموم البلاد، يأتي ذلك في ظل استمرار غياب الرعاية الصحية الواضحة في المناطق المتأثرة مثل إب، فقد وصل عدد الحالات المبلغ عنها خلال شهر مارس وحده إلى 1278 حالة، وتم تسجيل وفيات خلال الأشهر السابقة نتيجة الإصابة بالكوليرا. الجدول التالي يوضح أرقام مختارة من المنظمة ذات الأهمية:

الفترة عدد الحالات
يناير – مارس 2023 11507
شهر مارس فقط 1278

دعوات لتدخل عاجل لاحتواء الأوبئة

تتزايد الدعوات من قبل المنظمات الإنسانية إلى ضرورة التدخل الدولي والوطني السريع لمواجهة تفشي الكوليرا والملاريا في إب، حيث يُحذر الخبراء من تصاعد الأزمة إذا ما استمر غياب الدعم الصحي اللازم. كما تشير منظمة الصحة العالمية إلى تصنيف اليمن ضمن الأقطار الأكثر تأثرًا بالكوليرا عالميًا مما يفرض اتخاذ تدابير سريعة تشمل تأهيل المستشفيات القائمة ودعم الأدوية الأساسية، إضافة إلى إطلاق حملات توعوية في المجتمعات المحلية؛ لتقليل معدلات الإصابة وانتشار الأوبئة بين السكان.