«سر اندهاش» كبش الحوثي ومدى دوره في المشهد اليمني

الحرب بين إسرائيل وجماعة الحوثيين في اليمن تحمل أوجه اختلاف عديدة مقارنة بالحروب الأخرى التي خاضتها إسرائيل، وتحديدًا ضد حزب الله في لبنان، وتُظهر التجارب السابقة أن التفوق النوعي لإسرائيل في مجالات الاستخبارات والسلاح لم يصنع فارقًا كبيرًا في اليمن، إذ يبرز السؤال حول مدى رغبة إسرائيل في إنهاء خطر الحوثي بشكل كامل أو الاكتفاء بحصر أضراره، الكلمة المفتاحية في هذا المقال ستكون “الحوثيين في اليمن”.

التحديات أمام إسرائيل لمواجهة الحوثيين في اليمن

ما يميز المواجهة مع الحوثيين في اليمن هو البنية التنظيمية لهذه الجماعة التي تعتمد بشكل كبير على استراتيجيات قتال تعتمد العشوائية والقدرات التقليدية، على عكس حزب الله اللبناني الذي يمتلك قدرات تسليحية ضخمة وشبكات استخباراتية متقدمة، مع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن إسرائيل قد تكون تفتقد مستوى المعلومات الاستخبارية الدقيقة داخل اليمن، مما يجعلها تواجه صعوبة في توجيه ضربات دقيقة ومؤثرة.

على الرغم من التفوق الناري والتقني الإسرائيلي، فإن القرارات السياسية سواء من إسرائيل أو أمريكا تلعب دورًا حاسمًا، حيث يبدو أن هناك اتفاقًا ضمنيًا يهدف إلى تضييق نطاق التأثير دون تصعيد جذري، بل وإن هناك من يشير إلى رغبة الأطراف الدولية في الحفاظ على الحوثيين كعامل مؤقت في المشهد السياسي اليمني.

لماذا تختلف الحرب مع الحوثيين في اليمن؟

الفرق الأساسي بين حربي إسرائيل ضد الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان يمكن تلخيصه في أهداف الحرب، فبينما كانت حرب لبنان تهدف إلى كسر قوة حزب الله العسكري، يبدو أن إسرائيل تتبع نهجًا دفاعيًا أمام الحوثيين، الأمر الذي يمكن ملاحظته من خلال العمليات المحدودة وحجم الردود التي تطابق الضرر الواقع، بالإضافة إلى غياب الرغبة الواضحة في توسيع دائرة الصراع، قد يدفع ذلك للتساؤل: هل تمثل جماعة الحوثيين خطرًا حقيقيًا على إسرائيل يستدعي تصفية وجودها؟

القرارات الدولية وتأثيرها على الوضع

تشير بعض التحليلات إلى أن هناك عاملًا دوليًا مؤثرًا يتمثل بالولايات المتحدة التي قد ترى في وجود الحوثيين في اليمن حالة يمكن التحكم بها، لذا، فإن الخطوات الإسرائيلية تجاههم لا تتجاوز حدود ردع الضرر دون السعي لإنهاء الأزمة جذريًا، هناك أمثلة تشير أن القرار المتعلق بالحوثيين يتمحور حول تقييد فعالية الجماعة في البحر الأحمر ووقف هجماتها العشوائية بالصواريخ والدرونات.

هل يمكن القضاء على الحوثيين في اليمن؟

رغم القدرات المحدودة للحوثيين في اليمن مقارنة بإسرائيل، إلا أن هناك جدلًا حول مدى إمكانية حسم الصراع بشكل نهائي، البعض يرى أن جماعة مثل الحوثيين في اليمن ليست تحديًا عسيرًا لإسرائيل، في حال توفرت الإرادة السياسية والنية للاعتماد على اختراقاتها الاستخبارية، كذلك، تستطيع إسرائيل استغلال العامل البشري بفاعلية أكبر عبر الشخصيات ذات الأصول اليمنية لإثراء المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالشبكات الحوثية.

العوامل تأثيرها
ضعف الاستخبارات الإسرائيلية داخل اليمن يقلل من دقة العمليات العسكرية
غياب التصعيد السياسي ضد الحوثيين يؤدي إلى حلول محدودة التأثير
الرغبة الدولية في التوازن يدعم ترك الأزمة قائمة

بقيت سياسات الأطراف الدولية والإقليمية مؤثرة بقوة في رسم ملامح التوتر بين الحوثيين في اليمن وإسرائيل، بعيدًا عن شكل الحرب التقليدي الذي اعتادت عليه المنطقة، فإن الحلول المطروحة ليست نابعة فقط من توازن القوى، بل من الرغبة السياسية في تشكيل معادلة تكتيكية دون التصعيد الكلي.