الانتخابات البلدية في طرابلس: استحقاق مفصلي بين السياسة والتنمية
تشهد مدينة طرابلس استعدادات مكثفة قبيل الانتخابات البلدية المرتقبة، حيث تعتبر هذه الانتخابات اختباراً هاماً للحياة السياسية والتنموية في المدينة. تعاني بلدية طرابلس منذ سنوات من انقسامات وتجاذبات سياسية أثّرت على قدرتها في تقديم الخدمات وتحقيق التنمية المستدامة. ويبدو أن هذه المرة تحمل رهانات سياسية عالية، مما يجعلها محطة مهمة لتحالفات وتغيرات قادمة على الصعيد البلدي والنيابي.
أبعاد الانتخابات البلدية وأدوار القوى السياسية
تتنوع الأدوار التي تلعبها القوى السياسية في الانتخابات البلدية، حيث يبرز دور النائب فيصل كرامي الذي يسعى لتشكيل لائحة متجانسة من الكفاءات ذات الرؤية التنموية بهدف تجنب الانقسامات السابقة. كما يسجل تحالفات ولقاءات لافتة بين نواب كانوا على خلاف، مثل النائبين كرامي وأشرف ريفي، استعداداً للاتفاق على اسم رئيس مقبول يتوافق عليه الجميع.
ويتضح أن الانتخابات البلدية ليست بعيدة عن حسابات الانتخابات النيابية المقبلة، حيث تستغل القوى السياسية هذا الاستحقاق لاختبار تحالفاتها ومدى تأثيرها في الشارع.
دور المجتمع المدني في الانتخابات البلدية
على الجانب الآخر، يبرز نشاط لافت لهيئات المجتمع المدني، التي كانت فاعلة خلال حراك 17 تشرين، وتطمح الآن لتشكيل لائحة قادرة على مواجهة لوائح القوى السياسية التقليدية. تعمل هذه الهيئات على تقديم أسماء جديدة ومؤهلة تلبي تطلعات أبناء طرابلس وتعيد الثقة في المجلس البلدي كجهة خدمية وتنموية بعيداً عن الصراعات السياسية.