«تحرك لافت» مضيق باب المندب يشهد عبور 37 سفينة يوميًا رغم تهديدات الحوثيين

يشهد البحر الأحمر حاليًا تحولًا ملموسًا في حركة الملاحة التجارية، فبعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة الحوثيين والولايات المتحدة، ازدادت وتيرة مرور السفن عبر مضيق باب المندب بنسبة ملحوظة، إلا أن الأرقام ما زالت بعيدة عن متوسطها الطبيعي الذي كان قبل تصاعد الهجمات الحوثية، حيث تتراوح حركة الملاحة الآن بين 36 و37 سفينة يوميًا، مقارنة بما كان يتراوح بين 72 إلى 75 سفينة يوميًا قبل نوفمبر 2023.

حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر

تشهد المنطقة حاليًا تحسنًا نسبيًا في الأمن الملاحي بفعل الجهود الدولية مثل مهمة “أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي، لكن يبقى الوضع حساسًا بسبب التركيز المحدود لجماعة الحوثيين على السفن التي ترتبط بإسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد أكد الأميرال فاسيليوس جريباريس أنه رغم تراجع وتيرة الهجمات منذ توقيع الاتفاق، إلا أن الخطر ما زال قائمًا، حيث أن الضمان الكامل لعدم وقوع هجمات مستقبلية أمر غير ممكن تحقيقه.

التحديات أمام مهمة “أسبيدس”

تم إطلاق مهمة “أسبيدس” لضمان سلامة المضيق التجاري الحيوي الذي يربط البحر الأحمر بآسيا وأوروبا من خلال قناة السويس، لكنها تواجه تحديات كثيرة تتعلق بعدد وحدات الدعم البحري، فالمهمة تعمل حاليًا بسفينتين إلى ثلاث فقط، ما جعل بعض شركات الشحن تتردد في استخدامها، وأدى ذلك إلى تأخيرات تصل إلى أسبوع للحصول على مرافقة ضرورية، كما أُضيفت للمهمة مهام إضافية في فبراير 2025، أبرزها تتبع شحنات الأسلحة غير القانونية ومراقبة شحنات النفط الروسي المفروض عليها عقوبات أوروبية.

إنجازات مهمة “أسبيدس” حتى الآن

تمكنت مهمة “أسبيدس” البحرية من تحقيق مجموعة من النتائج الإيجابية منذ انطلاقها، والتي عززت من قدراتها في حماية حركة الملاحة بالبحر الأحمر، وتتمثل هذه الإنجازات فيما يلي:

• تأمين 476 سفينة تجارية بشكل مباشر.
• إسقاط 18 طائرة مسيّرة كانت تشكّل تهديدًا.
• تدمير زورقين يتم التحكم فيهما عن بُعد.
• اعتراض 4 صواريخ باليستية كانت تمثل خطرًا بالغًا.

زيادة المطالب بتحسين حماية الملاحة البحرية

أكد الأميرال جريباريس أن الاتحاد الأوروبي تلقى طلبًا رسميًا لزيادة عدد السفن المشاركة في المهمة، ليصل العدد إلى 10 سفن لتوفير مستويات أعلى من الحماية، إذ أن تعزيز الأمن في الممر البحري الحيوي الذي يربط بين عدة قارات يعتبر أداة استراتيجية لطمأنة المستثمرين وضمان عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها بشكل أسرع. ومع ذلك، يظل نجاح الجهود مرهونًا بتأمين موارد إضافية وتعاون أكبر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

أسباب التركيز على البحر الأحمر

يعتبر البحر الأحمر من أهم الممرات المائية عالميًا لأنه ركيزة أساسية للتجارة الدولية بين الأسواق الأوروبية والآسيوية، ولا تزال الجهات الفاعلة مثل جماعة الحوثيين تمثل تهديدًا للسفن المارة هناك، كما أن استمرار تأمين هذه المنطقة الحيوية يعزز من استقرار الملاحة ويساهم في تقليل الأعباء الاقتصادية التي تترتب على تعطل التجارة، ما يجعل التعاون الدولي لمحاربة التحديات الأمنية في البحر الأحمر أمرًا لا غنى عنه.