«مفاجأة نفطية» تخصيص 116 ألف برميل لشبوة لإنقاذ كهرباء عدن فما السيناريو القادم

كشف الصحفي عبدالرحمن أنيس عن معلومات هامة حول النفط القادم من حقل العقلة في شبوة وتأثيره على تشغيل محطة الكهرباء الرئيسية (بترومسيلة) في مدينة عدن، حيث تم تخصيص 116 ألف برميل من النفط لدعم توليد الكهرباء، مما يعكس خطوة جديدة في مواجهة الأزمة الكهربائية التي تعاني منها المحافظة نتيجة نقص إمدادات الطاقة والوقود لفترات طويلة.

الوضع الحالي لمحطة الكهرباء الرئيسية

تعمل محطة “الرئيس” بطاقة منخفضة حاليًا لا تتجاوز 65 ميجاوات، مع حاجة يومية لتشغيلها باستخدام 8 شحنات من النفط الخام، بيد أن هذا العدد من الشحنات غير كافٍ لتغطية الاحتياجات الكهربائية للسكان، الأمر الذي يجعل العد التنازلي للأزمة الكهربائية مستمرًا في التأثير بقوة على حياة المواطنين، ومع ذلك يُتوقع أن ينعكس النفط القادم من شبوة بتحسينات طفيفة على الأداء.

القيمة الحقيقية لنفط شبوة

تم تقدير كمية النفط القادم من شبوة بـ116 ألف برميل، وهي كمية تكفي لتوليد الكهرباء لمدة 30 يومًا فقط وفق الاستهلاك الحالي الذي يبلغ 4 آلاف طن يوميًا، في حين أن تشغيل المحطة بشكل كامل بطاقة تشغيل 264 ميجاوات يتطلب كميات أكبر بكثير من الكميات المخصصة حاليًا، وهذا ما يجعل هذه الخطوة مجرد إجراء محدود الأثر ولن تقضي على الأزمة الكهربية بشكل شامل، لكنها قد تسهم في تقليل ساعات الانقطاع نسبيًا.

التحديات أمام استدامة إمدادات الوقود

إذا استمرت شحنات النفط الواردة من شبوة بجانب الإمدادات القادمة من حضرموت ومأرب، فمن الممكن رفع عدد الشحنات اليومية إلى 12 شحنة (بوزة)، مما يتيح تشغيل أحد التوربينات بطاقة تصل إلى 100 ميجاوات، وهو ما يمثل تحسنًا محدودًا لكنه لا يصل إلى تشغيل المحطة بكامل طاقتها، علماً بأن أي توقف في تدفق النفط من أحد المصادر سيسبب عودًة إلى الانقطاع المطول بساعات طويلة، مما يبرز الحاجة إلى حلول طويلة الأجل لتأمين الاحتياجات المستقبلية.

التشغيل الجزئي وأثره على الطاقة الكهربائية

بهدف إدارة الكميات المحدودة من الوقود، تم وضع خطة لتشغيل المحطة باستخدام 4 شحنات يوميًا فقط بدلًا من 12 شحنة، لتوزيع الموارد المتاحة وضمان استمرار توليد الطاقة لمدة تصل إلى شهر، لكن هذا النهج يهدف بشكل أساسي إلى إدارة الأزمة بشكل مؤقت، إلا أن هذا الإجراء لا يعتبر حلاً كافيًا أو مستدامًا، إذ يتطلب تحسين الوضع الكهربائي تدفقًا مستدامًا ومستمرًا للإمدادات من كافة مصادر النفط الرئيسية.

كمية النفط تكفي لكن هل هي الحل؟

حتى مع الاستفادة من نفط شبوة، تبقى الاستدامة في تشغيل المحطة مرهونة بقدرة المحافظات الأخرى على تأمين شحنات منتظمة من النفط، حيث أن غياب أي مصدر من المصادر سيؤدي إلى تفاقم الأزمة مرة أخرى، وبالتالي فإن الحل يكمن في وضع خطة شاملة تعتمد على استخدام الموارد المتاحة بفاعلية مع البحث عن مصادر جديدة ومستدامة للطاقة الكهربائية لتجنب تراكم الأزمات المستقبلية.