«تصعيد غامض» إيران غير متعاونة في ملف التفتيش النووي

أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، عن قلقه البالغ بشأن عدم تعاون إيران الكامل مع جهود التفتيش النووي، حيث أشار إلى أن هذا الوضع يحد من قدرة الوكالة على التحقق المستقل من طبيعة البرنامج النووي الإيراني، وأوضح أن التعاون الإيراني ضروري لضمان سلمية النشاطات النووية في البلاد.

إيران والتحديات في ملف التفتيش النووي

أكد رافائيل جروسي أن ملف التفتيش النووي الإيراني يمثل تحديًا كبيرًا للمجتمع الدولي. فقد أبرز جروسي خلال كلمته في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عدم تعاون إيران يأتي على الرغم من سنوات من المحادثات والمفاوضات. وأوضح أن هناك قضايا عالقة تتعلق بوجود جزيئات يورانيوم مُصنعة في ثلاثة مواقع غير مُعلنة، حيث تواصل إيران فشلها في تقديم تفسيرات علمية ومقبولة بشأن تلك القضايا. وتعتبر هذه المواقع جزءًا من برنامج نووي مُنظم يعود تاريخه إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تزايد مخزون اليورانيوم عالي التخصيب

تُعد مسألة مخزون إيران المتنامي من اليورانيوم عالي التخصيب من أبرز المخاطر الراهنة على المستوى الدولي. فقد أشار جروسي إلى أن هذا المخزون تجاوز 400 كيلوجرام، مما يثير المخاوف بشأن الأغراض المحتملة لهذا التخصيب، وأوضح أن تراكم هذه الكميات يُشكل تهديدًا حقيقيًا على الانتشار النووي، وطالب إيران بضرورة استعادة الشفافية والامتثال السريع لالتزاماتها الدولية.

عدم التزام إيران بالضمانات النووية

أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران قامت بوقف تنفيذ عدد من أحكام اتفاق الضمانات الخاص بها، والمُلزم قانونيًا بموجب القانون الدولي. هذا الأمر يؤدي إلى عجز الوكالة عن تتبع المواد النووية لدى إيران والتحقق من انحرافها عن الاستخدام السلمي. وشدد جروسي خلال كلمته على أن تعاون إيران سيساهم في استعادة الثقة الدولية وفي معالجة الشواغل المتعلقة بضمانات الاستخدام السلمي.

الحقيقة حول التعاون الدبلوماسي

أكد جروسي أن الحل الدبلوماسي المدعوم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنه تحقيق تقدم ملموس في الملف الإيراني. فقد أبدى استعداد الوكالة للتحقق من أي اتفاق مستقبلي يُسهم في توفير ضمانات لوقف تصعيد التوترات. ومع ذلك، فإن الحلول تتطلب التزامًا صادقًا من الجانب الإيراني بفتح قنوات التعاون وإنهاء الغموض المحيط بأنشطتها النووية.

الوضع النووي في مناطق أخرى

وفي سياق آخر، أشار جروسي إلى استمرار مراقبة الأنشطة النووية في كوريا الشمالية من خلال وسائل المراقبة عن بُعد بسبب حرمان الوكالة من الوصول المباشر. كما تناول الوضع في اليابان، حيث يجري مراقبة تصريف المياه من محطة فوكوشيما النووية. علاوة على ذلك، تحدث جروسي عن المخاطر المستمرة في محطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا ودعا إلى تقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار البنى التحتية النووية المُتضررة جراء النزاع العسكري.