«مفاجأة كبرى» الذهب مرشح لتجاوز 4000 دولار للأونصة هل يشهد العالم أزمة جديدة

تشهد أسعار الذهب مؤخراً موجة صعود قوية، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية على المستوى العالمي، مما يجعل الذهب يشهد إقبالاً متزايدًا من قبل المستثمرين باعتباره ملاذاً آمناً في مواجهة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، ومع استمرار هذه التوجهات العالمية، يبدو أن مستويات الذهب ستواجه ارتفاعات قياسية جديدة.

أسعار الذهب تشهد موجة صعود قوية مدفوعة بالتوترات العالمية

صرح الخبير الاقتصادي جمال عجاج، محلل أسواق المال، بأن أسعار الذهب سجلت مؤخرًا أداء قويًا نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية الدولية، خاصة بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، حيث زادت الخلافات التجارية والصراعات من توجه المستثمرين نحو الذهب كأداة آمنة للتحوط وحفظ القيمة، وأوضح عجاج خلال البرنامج الاقتصادي “أرقام وأسواق” بقناة أزهري أن استمرار تصعيد الأزمات الدولية دون حلول دبلوماسية واضحة قد يدفع سعر أونصة الذهب إلى مستويات تاريخية تصل حدود 4000 دولار.

توقعات بارتفاع أسعار المعادن الثمينة مع تزايد الطلب

أشار الخبير الاقتصادي أن الدافع وراء ارتفاع أسعار الذهب لا يرتبط فقط بالتوترات الجيوسياسية، بل أيضًا بضعف الثقة في العملات العالمية الرئيسية مثل الدولار واليورو، حيث يبحث المستثمرون عن استثمارات أكثر استقرارًا وأمانًا مع توقعات أن تشهد الأسواق العالمية مزيداً من الارتفاعات في أسعار المعادن الثمينة خلال المرحلة القادمة، هذه الزيادات تأتي وسط توجه متزايد إلى الذهب كأصل آمن يلائم فترات الأزمات وعدم اليقين.

استقرار النفط تحت 70 دولارًا وسط ضغوط السوق

ناقش عجاج أيضًا واقع سوق الطاقة، حيث أوضح أن أسعار النفط ما زالت مستقرة دون حاجز 70 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى أن تراجع الطلب العالمي، خاصة من الصين، أسهم في الحد من أي محاولات نحو رفع الأسعار، وبالرغم من التوازن النسبي بين العرض والطلب، أكد الخبير أن فائض المعروض يعوق أي حركة صعودية كبيرة في المستقبل القريب، مما يبقي الاستقرار النسبي هو السمة الرئيسية لهذه الأسواق في الوقت الراهن.

صعود البيتكوين رغم تقلب العملات الرقمية

في إطار آخر، أشار عجاج إلى تطورات سوق العملات الرقمية، وبخاصة البيتكوين، التي اقتربت قيمتها من 110 آلاف دولار مؤخرًا، موضحًا أن هذه العملات الرقمية تتسم بمخاطر مرتفعة، حيث تشهد تذبذبات حادة تتطلب الحذر من قبل المستثمرين، ورغم ذلك، يستمر السوق في تسجيل موجات شراء قوية، ما يعكس تفاؤلًا لدى بعض المستثمرين بخصوص المكاسب المستقبلية المرتقبة في سوق العملات المشفرة.

من الواضح أن التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية تلعب دوراً مهماً في تشكيل توجهات الأسواق، حيث يواصل الذهب تعزيز مكانته كخيار مفضل للمستثمرين خلال فترات التقلبات، بينما تظهر مؤشرات سوق العملات الرقمية النفط استقراراً نسبياً مقابل تذبذب العملات الرقمية، مما يعكس اختلاف استراتيجيات المستثمرين في استغلال المواقف الحالية.