«مفاجأة كبرى» ارتفاع أسعار النفط لمستوى قياسي خلال 7 أسابيع

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بنسبة 1% لتسجل أعلى مستوياتها منذ سبعة أسابيع، حيث يترقب العالم نتائج المحادثات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تحمل آمالًا عالية بإنعاش النمو الاقتصادي العالمي وزيادة الطلب على النفط، وترافقت هذه التطورات مع تسجيل خام برنت 67.85 دولار للبرميل، فيما وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 66.12 دولار.

ارتفاع أسعار النفط وتعزيز الطلب

ارتباطًا بالمحادثات التجارية الجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، اجتذبت أسعار النفط اهتمام السوق المالي بشكل كبير، إذ شكّلت الآمال بتحقيق اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين العامل الأبرز لتعزيز الثقة بين المستثمرين؛ حيث يمكن لمثل هذا الاتفاق أن يكون بمثابة دفعة قوية للنمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي زيادة اعتماد الدول على النفط والسلع الأساسية الأخرى، كما أظهرت البيانات الأخيرة ارتفاع خام برنت بنسبة 1.2% ليحقق أعلى إغلاق منذ منتصف أبريل، بينما حصد خام غرب تكساس الوسيط مكاسب مشابهة أهلته لتسجيل أفضل أداء منذ مطلع نفس الشهر.

أداء أوبك في مايو وتأثيرها على السوق

في تقرير إعلامي حديث، أشار مسح لوكالة رويترز إلى أن إنتاج أعضاء منظمة أوبك من النفط قد ارتفع بشكل محدود في شهر مايو الماضي، حيث تفاوتت نسب الإنتاج بين الدول الأعضاء لتأخذ السعودية والإمارات حصة محددة دون تجاوز الحد المسموح، كما عمدت العراق إلى تخفيض الإنتاج المتجاوز السابق؛ مما دلّ على التزام نسبي بسياسات أوبك+، هذه المجموعة التي تواجه ضغوطًا مستمرة في ظل تقلب السوق العالمي، إذ تمضي قدمًا بخطة التخلص التدريجي من آخر مستويات تخفيضات الإنتاج المفروضة.

دور النفط في دعم الاقتصادات العالمية

مع تصاعد التفاؤل حول اتفاق تجاري محتمل بين أمريكا والصين، يحظى النفط بأهمية متزايدة بصفته عنصرًا أساسيًا في دفع عجلة الاقتصاد وتعزيز التجارة الدولية، فالطلب العالمي على النفط يرتبط بشكل وثيق بمدى نمو الاقتصادات الكبرى؛ إذ تؤدي زيادة العمليات الصناعية وتحسن حركة النقل إلى تعزيز استهلاك الطاقة ومشتقات الوقود، وعلى هذا الأساس، يؤثر حجم إنتاج أوبك والبلدان الحليفة بشكل مباشر على تحقيق الاستقرار المطلوب بأسواق النفط.

أسعار النفط وتحليل التداول

تزامن ارتفاع أسعار النفط مع دخول مؤشرات التداول إلى منطقة ذروة الشراء الفنية للمرة الأولى منذ أشهر، ما يشير إلى وجود توجهات إيجابية في السوق، ويتوقع المحللون أن تستمر هذه الزيادات تحت وطأة آمال الوصول لاتفاق اقتصادي، بجانب الالتزام المحدود من منتجي النفط الرئيسيين بمخرجات الإنتاج المحددة، حيث يلعب تحقيق الاتفاقيات المستقبلية مثل اتفاق أوبك+ عاملاً رئيسيًا في استقرار الأسعار وازدهار السوق النفطي العالمي على المدى البعيد.