«مشهد طريف» السينما المصرية عيد الأضحى كيف أصبح مهرجانًا كوميديًا؟

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تسود أجواء مميزة في مصر، حيث يحرص المصريون على التمسك بتقاليد وطقوس هذا الحدث الديني العظيم، وتتجاوز الاحتفالات مجرد تقديم الأضحية، لتشمل أشكالاً متنوعة من البهجة مثل مشاهدة الأفلام والمسرحيات التي أضافت طابعًا كوميديًا خاصًا لهذه المناسبة، وتُعتبر هذه العادات جزءًا أصيلًا من ثقافة الشعب المصري الذي يحرص على التأكيد عليها خلال العيد.

خروف العيد في السينما.. رمزية دائمة في الذاكرة المصرية

خروف العيد يُعتبر واحدًا من أبرز الرموز التي تتكرر في العديد من الأفلام المصرية التي تظهر الاحتفال بطريقة مميزة، وتُجسد هذه المشاهد قيم العيد وطقوسه التي تتعلق بالأضحية، على سبيل المثال فيلم “بوحة” الذي قام ببطولته النجم محمد سعد، حيث يحتوي على أحد أبرز مشاهد ذبح الخروف بطريقة كوميدية مليئة بالمواقف الفكاهية التي تعكس روح العيد في مصر، وهو مشهد أصبح محفورًا بذاكرة الجمهور بشكل دائم.

أما فيلم “همام في أمستردام”، الذي قام ببطولته محمد هنيدي، فقد تناول طقوس العيد العربية بطريقة طريفة، حيث يظهر مشهدًا مميزًا يجمع بين صلاة العيد، وعادات الأسرة مثل تجمع العائلة، وشخصية “شلتوت الحلاق” الذي كان يقوم بقص شعر الخروف قبل ذبحه في لقطة تحمل أجواء الكوميديا والفرحة المعبرة عن العيد، ذلك يدل على أن السينما المصرية كانت وما زالت توثّق الأعياد بطريقة مرحة وقريبة من واقع الناس.

المسرحيات الكوميدية وأبعادها في طقوس العيد

يتجدد استقبال المسرحيات الكوميدية كجزء أساسي من الأجواء الاحتفالية بعيد الأضحى لدى المصريين، يحرص كثيرون على مشاهدة الأعمال المسرحية التي تمتزج فيها الطرافة مع تقديم مواقف تجسد حياتهم اليومية، ومن أشهر المسرحيات التي يرتبط بها المصريون خلال العيد:

  • شاهد ما شفش حاجة
  • مدرسة المشاغبين
  • العيال كبرت
  • سك على بناتك
  • الواد سيد الشغال

لم يغب تأثير هذه المسرحيات على الجمهور المصري على مر السنوات، فهي تمثل ركنًا أساسيًا من الابتسامة الجماعية التي يحتاجها الناس خلال إجازتهم، كما تُعتبر بمثابة فرصة للتواصل والتذكير بالماضي الفني المميز.

تقاليد العيد في مصر.. أكثر من مجرد أضحية

لم يقتصر عيد الأضحى على الجانب الديني فقط، بل أُضيفت له طبقات أخرى تعزز البهجة وتجمع بين التقليد المعاصر والمعرفة بالفن، ويظهر ذلك بوضوح في الأفلام والمسرحيات التي توثق اللحظات المميزة من طقوس الأعياد، فرؤية خروف العيد أو متابعة المسرحيات الكوميدية أصبحت تذكرة اجتماعية لخُلاصة الأجواء المرحة العائلية، كما أن هذه العادات تربط الأجيال الجديدة بتراثهم الفني والاجتماعي.

من المعروف أن العيد عنوان لروح الجماعة، لذلك تأخذ مظاهر الفرح والتواصل حيّزًا كبيرًا من اهتمام المصريين، سواء عبر المشاهد السينمائية التي تظهر النقاء والبساطة في التقاليد، أو من خلال العروض المسرحية التي تعبّر عن روح الفكاهة المصرية في قالب جذّاب ينسجم مع احتياجات الترفيه خلال العطلة.