«مفاجأة كبرى» أسعار النفط إلى أين تتجه وهل ستشهد ارتفاعًا قريبًا

ارتفعت أسعار النفط مجددًا لتصل إلى مستويات مرتفعة جديدًا، حيث تشير العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى سعر 66.1 دولارًا للبرميل وسط استمرار التوترات الجيوسياسية وتعطل إمدادات النفط في أماكن مختلفة، تأتي تلك الارتفاعات بناءً على عدة عوامل، مثل تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، فضلًا عن تأثيرات حريق ألبرتا، مما يثير مخاوف من زيادة الأسعار العالمية.

ارتفاع أسعار النفط بسبب التوترات الجيوسياسية

تؤدي الأزمات السياسية والنزاعات العسكرية إلى تأثيرات سريعة على أسواق النفط العالمية، حيث استمرت التوترات بين روسيا وأوكرانيا في تصعيد الأوضاع بسبب فشل جولات المفاوضات بين الطرفين، ومع تعطل المحادثات السلمية، زاد الغموض حول استقرار الإمدادات النفطية، خاصة أن هذا النزاع يؤثر بشكل مباشر على خطوط الإمداد من روسيا، واحدة من أكبر المنتجين عالميًا، وهو ما يعزز من احتمالية بقاء الأسعار مرتفعة خلال الفترة القادمة.

عوامل محركة لارتفاع أسعار النفط

  • تسبب حريق الغابات في منطقة ألبرتا بكندا في تعطيل إنتاج النفط والغاز، مما أدى إلى تقليل الكميات المتاحة وتفاقم مخاوف نقص المعروض.
  • أبقت أوبك+ مستويات إنتاجها النفطي كما هي لشهري يوليو وأغسطس دون زيادات كبيرة، مما قلل من احتمالية حدوث تضخم في المعروض النفطي.
  • عدم توصل إيران والولايات المتحدة إلى تفاهمات بشأن برنامجها النووي وتصاعد التوترات بينهما، مما دعم التوقعات باستقرار أو ارتفاع الأسعار نتيجة القيود المفروضة على صادرات إيران النفطية.

تأثير العرض والطلب على منحنى الأسعار

تحليل منحنى العقود الآجلة يظهر حالة من التراجع، حيث يكون السعر الفوري أعلى من الأسعار الآجلة، ويشير هذا السيناريو إلى زيادة الطلب مقارنة بالعرض، وهذا الوضع يعزز من احتمالات الاستمرارية في ارتفاع أسعار الخام، خاصة مع احتمالية الوصول إلى مستويات سعرية ربما تجاوزت 70 دولارًا للبرميل عند استقرار بعض العوامل الحالية التي تؤثر على السوق عالميًا.

دور أوبك+ في استقرار السوق

تسعى منظمة أوبك+ للحفاظ على استقرار السوق النفطي وتجنب التذبذبات الحادة في الأسعار مثل التي حدثت في السابق، فعلى الرغم من التوقعات بزيادة كبيرة في الإنتاج النفطي بمقدار يُقدر بـ411 ألف برميل يوميًا، إلا أن الإنتاج حافظ على استقراره بما لا يعرض الأسواق لانهيارات سعرية مفاجئة أو حروب أسعار مشابهة لتلك التي شهدتها في عام 2020، ذلك الاستقرار تمثل ضرورة حتمية لبعض الاقتصادات العالمية، خاصة الولايات المتحدة التي تعتمد على سعر النفط عند مستويات معينة لدعم نشاطها الاقتصادي.

التحديات المستقبلية في أسواق النفط

بالنظر إلى الأجواء الحالية، فإنه من المتوقع أن تواجه أسواق النفط تحديات متزايدة، خاصة مع استمرار الأزمات الجيوسياسية، كالتصعيد بين روسيا وأوكرانيا وتوتر العلاقات الأمريكية الإيرانية، تلك النقاط تقود المشترين إلى تساؤلات حول الكميات المتاحة في ظل تراجع الإنتاج بسبب الحوادث والكوارث، مثل حريق ألبرتا، بالإضافة إلى السياسات الحذرة التي تتبعها أوبك+، ويبقى هذا الوضع داعمًا للحفاظ على أسعار النفط مرتفعة على المدى القريب.

انعكاس السيناريوهات القادمة على المستهلكين

سيضطر المستهلكون للتعامل مع ارتفاعات جديدة في أسعار النفط، حيث من المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبًا كبيرًا خلال الربع القادم، وتساهم العقوبات الدولية والتوترات الجيوسياسية، فضلًا عن اضطرابات الإمدادات، في تعزيز أسعار النفط عالميًا لتتخطى مستوياتها الفورية الحالية، ومع تفاقم الوضع السياسي واستمرار الطلب المرتفع، يبدو من المرجح أن تصل الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ أعوام، مما يشير إلى سوق عملات أكثر نشاطًا وأرباحًا للمستثمرين.