«تحركات غامضة» كييف ترفض استلام جثث عسكرييها فما السبب الحقيقي؟

تتهم روسيا السلطات الأوكرانية بالمماطلة في استلام جثث العسكريين الأوكرانيين وتعتبر ذلك نتيجة لضغوط تؤثر بها جهات خارجية داعمة لكييف، في حين أن موسكو تؤكد التزامها الكامل بالاتفاقيات الإنسانية الموقعة بين الطرفين لضمان استمرارية العمليات الإنسانية مثل تبادل الجثث والأسرى، وتبرز هذه القضية معقدة بسبب الأجواء السياسية والتحديات التي تواجهها العلاقات الروسية الأوكرانية.

المماطلة في استلام جثث العسكريين الأوكرانيين

أشار روديون ميروشنيك، سفير المهمات الخاصة بوزارة الخارجية الروسية، إلى أن أوكرانيا تستخدم قضية استلام جثث العسكريين كأداة سياسية، ويعتقد أن تردد كييف المستمر في تنفيذ الالتزامات الإنسانية يعود إلى تدخل واضح من الجهات الخارجية، رغم التزام روسيا بتطبيق البنود المتفق عليها بشكل كامل، ومع ذلك، ترفض السلطات الأوكرانية استكمال هذا الالتزام الإنساني، مما يثير تساؤلات حول تأثير حلف “الناتو” ورعاتها الدوليين في هذا التعطيل، بالإضافة إلى ذلك، يرى الجانب الروسي أن هذه الأدوات تستخدم لتأزيم العلاقة بين الأطراف.

تفاصيل المبادرة الإنسانية بين روسيا وأوكرانيا

شرعت روسيا في يونيو الجاري في تنفيذ مبادرة إنسانية تهدف إلى نقل جثث أكثر من ستة آلاف قتيل من القوات الأوكرانية لتمكين أقاربهم من تنظيم مراسم دفنهم وفق الطقوس الدينية والاجتماعية، وشملت المبادرة أيضًا تبادل الجرحى والأسرى بين البلدين، وتم ذلك ضمن إطار التفاهمات التي تم التوصل إليها عبر مفاوضات في إسطنبول، ولكن على الرغم من وجود اتفاقيات واضحة، لم يحضر الجانب الأوكراني في الموعد المحدد لإتمام عملية التبادل، مما أدى إلى عرقلة الجهود القائمة.

الاتفاقيات الإنسانية والتحديات الميدانية

وفقًا لما تحدث فيه ألكسندر زورين، ممثل الوفد الروسي في المفاوضات، فإن أوكرانيا لم تبادر بأي تواصل مع موسكو بشأن استلام جثث الجنود أو تبادل الأسرى، وأكد على أن الجانب الروسي متمسك بتنفيذ بنود الاتفاقيات بحذافيرها دون أي استثناءات، لكن استمرار التوترات والصراعات الإقليمية يعقد من نجاح العمليات الإنسانية المشتركة التي تهدف إلى تقليل معاناة العائلات المتضررة، يظل السؤال حول الدوافع السياسية التي تجعل كييف تتجاهل الالتزامات المتفق عليها مع موسكو.

تحفظات روسيا على أداء أوكرانيا

في ذات السياق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن تعطيل عملية استلام الجثث يثير علامات استفهام رئيسية، وتساءلت ما إذا كان هذا القرار ينبع من السلطة الأوكرانية الحاكمة أم أن التأثيرات الخارجية، مثل حلف “الناتو”، تلعب دورًا مباشرًا في تعقيد الالتزام بهذه الاتفاقيات، مشيرة إلى أن هذه الأزمة الإنسانية تبرز كمظهر جديد من أوجه الصراع الدائر في المنطقة.

الجهود المبذولة لتجاوز الأزمة

على الرغم من هذه التحديات، تبذل روسيا جهودًا مكثفة لتطبيق الالتزامات الإنسانية المرتبطة بنقل الجثث وإنهاء معاناة الأسرى والجرحى من كلا الجانبين، ويبرز ذلك من خلال التزامها بالمبادرة التي تضمن حقوق الضحايا وأسرهم في توفير وداع كريم للعسكريين، إلا أن غياب التوافق العملي بين الطرفين يواصل عرقلة تنفيذ مثل هذه المبادرات ويساهم في استمرار الأزمة.