«هل تعلم» ارتفاع أسعار الذهب وما الأسباب وراء ذلك؟

ارتفعت أسعار الذهب بنسب طفيفة خلال تعاملات اليوم، إذ يترقب المستثمرون نتائج المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بجانب بيانات التضخم الأميركية التي من المتوقع أن توفر إشارات هامة حول تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، ويأتي هذا الارتفاع وسط حالة من الحذر في الأسواق المالية، حيث تعكس أسعار الذهب حساسيتها تجاه التحولات الاقتصادية العالمية.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثير المحادثات التجارية

شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا في الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2 في المئة ليصل إلى 3333.89 دولارًا للأوقية، بعد أن تراجعت الأسعار في بداية الجلسة إلى أدنى مستوى مسجل عند 3301.54 دولار، وقد استقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3354.70 دولار، ويعود هذا الارتفاع إلى عدة أسباب، أبرزها المخاوف المالية المرتبطة باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتعديل أسعار الفائدة؛ مما دفع المستثمرين نحو شراء الأصول الآمنة مثل الذهب.

تتزامن هذه التحولات مع استمرار المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لليوم الثاني، حيث تشمل النقاشات قضايا كبرى كفرض الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى القيود المتعلقة بالمعادن الأرضية النادرة، فيما سبق أن فرضت الدولتان في أبريل الماضي رسوماً جمركية متبادلة، مما زاد المخاوف من نشوب حرب تجارية كبرى، ولكن التوصل إلى تعليق مؤقت للرسوم الجمركية في الشهر الماضي، بث قدراً من الطمأنينة في الأسواق.

ترقب بيانات التضخم الأميركية وتداعياتها على أسعار الذهب

ينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات التضخم الأميركية غدًا كإشارة هامة لمسار السياسة المالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشكل هذه البيانات إحدى آخر المؤشرات الرئيسية قبل انعقاد اجتماع البنك المركزي يومي 17 و18 يونيو، وتشير التوقعات إلى استمرارية تثبيت أسعار الفائدة الحالية، ومن المتوقع أن تُلقي هذه الأرقام بظلالها المباشرة على أسعار الذهب وحجم نشاط الأسواق المالية.

وفقًا لكبير محللي السلع في ريلاينس للأوراق المالية، بدأ الذهب بالاستقرار مدعومًا بإقبال المستثمرين على الشراء عند مستويات أسعار منخفضة، كما أدى ذلك إلى تعزيز الثقة في انتعاش الأسعار، لا سيما في ظل التوقعات باتخاذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي إجراءات إضافية تدعم الأصول الآمنة.

التحركات الأخيرة للمعادن النفيسة وتأثيرها على الذهب

إلى جانب الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات ملحوظة، إذ انخفضت أسعار الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.6 في المئة إلى 36.51 دولار للأوقية، لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال 13 عامًا، كما انخفضت أسعار البلاتين بنسبة 1.1 في المئة ليبلغ سعره 1206.42 دولار، بينما هبط البلاديوم بمعدل 1 في المئة ليسجل 1063.22 دولار.

يظل الذهب من أهم الاستثمارات الآمنة في ظل تقلبات الأسواق المالية وتأثير القرارات المركزية على الاقتصاد العالمي، ومع استمرار الترقب العالمي للأحداث الاقتصادية الرئيسية، يمثل المعدن الأصفر خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار المالي.