«فاجعة إنسانية» وفاة أم بعد عملية قيصرية تشعل الغضب في تعز

المأساة التي حدثت مع المواطنة “غنى محمد علي عبدالكريم”، التي فقدت حياتها نتيجة عملية ولادة قيصرية غير ناجحة في مستشفى خاص بمدينة تعز، أثارت عاصفة من الغضب والاستياء الشعبي، خصوصًا في ظل الاتهامات الموجهة بالإهمال الطبي الجسيم وضعف الرقابة الصحية، الأمر الذي ترك أسرتها وأطفالها الأربعة في صدمة عميقة، محاولة إنقاذ حياة الشابة انتهت بشكل مأساوي بسبب الأخطاء المتكررة في القطاع الصحي.

الإهمال الطبي في المستشفيات الخاصة

حادثة وفاة “غنى” سلطت الضوء على الإهمال الطبي الواضح في بعض المستشفيات الخاصة التي تعمل دون توفير الحد الأدنى من التجهيزات الطبية اللازمة، خاصة في العمليات الجراحية الدقيقة مثل الولادات القيصرية، وقد جاء هذا المستشفى، الذي حُدد كمسؤول مباشر عن الحادثة، حديث العهد في العمل كمستشفى بعد أن كان مركزًا صحيًا متواضع القدرات، بينما لا يزال يفتقر إلى الإمكانات الضرورية وفقًا للمصادر الطبية المطلعة.

الأخطاء الطبية في العمليات الجراحية

أشارت تقارير وخبراء إلى وقوع خطأ طبي خلال إجراء الولادة القيصرية، ما أدى إلى تدهور سريع لحالة “غنى”، وتلك الأخطاء الطبية غالبًا ما تنبع عن غياب الكوادر المؤهلة وضعف التدريب، مع عدم توفر أدوات قياس حيوية دقيقة أو تجهيزات غرف العمليات الأساسية، وهذا ما يطرح تساؤلات حول مدى التزام بعض المراكز الصحية بمعايير السلامة الصحية المطبقة عالميًا، والتي يُعد تجاهلها جريمة بحق المرضى.

الرقابة الصحية في مدينة تعز

تعاني مدينة تعز من غياب شبه كامل للرقابة الصحية على المستشفيات الخاصة، حيث تكررت الحوادث المشابهة نتيجة الإهمال وعدم وجود رقابة فعالة على الجودة الطبية، غياب الرقابة الحكومية يترك الفرصة لبعض المؤسسات الصحية لتقديم خدمات دون المستوى، ما يزيد من معاناة المواطنين ويعرض حياتهم للخطر بشكل مستمر، ويُعزى ذلك إلى ضعف البنية التحتية للمستشفيات ونقص التدريب المخصص للكادر الطبي والإداري في تلك الأماكن.

مطالبات مجتمعية بالتحقيق والمحاسبة

أثارت الواقعة دعوات مجتمعية واسعة النطاق لمحاسبة المتسببين، إذ طالبت أسرة “غنى” بتشكيل لجنة طبية مستقلة للتحقيق بالحادثة ومحاسبة المخطئين، إضافة إلى دعوات النشطاء لتحديد معايير أكثر تشددًا لعمل المستشفيات الخاصة لضمان خدمات طبية آمنة وفعالة، حيث يؤكدون أن مثل هذه الحوادث المتكررة تهدد بشكل مباشر الأمن الصحي للمجتمع، وتنتقص من الحق الإنساني في الحصول على رعاية صحية آمنة.

خطورة غياب الرقابة الصحية

تُظهر هذه الحادثة كيف يمكن أن يؤدي غياب الرقابة الصحية إلى كوارث إنسانية، فالقطاع الصحي في تعز يعاني من مشكلات هيكلية، ما يفتح الباب لاستمرار الأخطاء الطبية والإهمال، ويدعو الخبراء والمنظمات الطبية الدولية والمحلية إلى التدخل العاجل لفرض معايير صارمة على المستشفيات وتقديم تدريب مكثف للعاملين فيها، بهدف تحسين جودة الخدمات وتقليل المخاطر التي يتعرض لها المرضى.

الحاجة لإصلاح القطاع الصحي

في ظل غياب الدولة ومؤسساتها عن التدخل الفوري والرصين لتحسين القطاع الصحي، تُرك الشعب ليصارع واقعًا مريرًا من حيث ضعف الرقابة الصحية، حان الوقت لتطبيق آليات مراقبة فعالة لتحسين الخدمات الصحية في تعز والمناطق المحيطة، ومنها ضرورة مراقبة المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة وإعادة تقييم وضعها وفقًا لمعايير دقيقة، لضمان حق الإنسان في الحياة والرعاية الصحية.