«صدمة مريرة» منجم ذهب في حجة يتحول إلى مقبرة لسبعة مواطنين

قرر أهالي قرية ريبان في مديرية كشر بمحافظة حجة شمال غرب اليمن ردم منجم ذهب بعد حادث مؤسف أودى بحياة سبعة أشخاص إثر انهيار صخري أثناء محاولتهم التنقيب عن المعدن الثمين بطرق بدائية، الحادثة جاءت نتيجة الظروف المعيشية القاسية التي دفعت السكان لمحاولة تحسين أوضاعهم الاقتصادية من خلال التنقيب العشوائي عن الذهب.

ردم منجم ذهب في قرية ريبان بمحافظة حجة

أعلنت مصادر محلية في منطقة العبيسة ببني ريبان، مديرية كشر، أن الأهالي اتخذوا قرارًا نهائيًا بردم منجم الذهب بعد المأساة التي وقعت خلال عمليات التنقيب، الحدث لقي صدى واسعًا في المنطقة، حيث أعرب السكان عن قلقهم من تكرار مثل تلك الحوادث، خاصة أن التنقيب يجري بوسائل بدائية ويفتقر إلى أدنى شروط الأمان والسلامة، الظروف القاسية التي يعاني منها أهالي المنطقة، مثل انخفاض مستوى الدخل وانعدام فرص العمل، دفعتهم إلى البحث عن مصادر جديدة لتأمين لقمة العيش.

ضحايا الحادثة في منجم الذهب

أكدت المصادر وفاة سبعة مواطنين من عائلة آل ريبان جراء انهيار المنجم الصخري عليهم أثناء محاولتهم استخراج الذهب، ومن بين الضحايا: نصرالله يحيى صالح جبران ريبان، ورمزي علي صالح زوبر ريبان، ومحمد هادي علي سرحان ريبان، وأيضًا أحمد علي حسين أحمد ريبان ومحمد علي حسين أحمد ريبان وفاروق راجي صالح هادي ريبان، ونجا فقط شخص واحد ويدعى علي صيفان ريبان، الحادثة شكلت صدمة عميقة بين الأهالي وعززت الرغبة في وضع حد للتنقيب العشوائي عن المعادن.

دوافع التنقيب عن الذهب في مديرية كشر

يعود السبب الرئيسي وراء اندفاع السكان نحو البحث عن الذهب إلى الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعيشها البلاد بشكل عام والمحافظة بشكل خاص، ظروف البطالة وندرة فرص العمل أجبرت العديد على خوض هذه المغامرات الخطرة بحثًا عن بديل مادي يمكن أن يسد احتياجاتهم، وعلاوة على ذلك، فإن شحّ الأمطار تسبب في توقف معظم الأنشطة الزراعية، مما زاد من تعقيد الوضع المعيشي، فأصبحت عمليات التنقيب وسيلة للبقاء على الرغم من المخاطر التي تحيط بها.

ردود أفعال المجتمع حول حادثة منجم الذهب

لقي حادث ردم منجم الذهب في قرية ريبان تفاعلًا كبيرًا بين أفراد المجتمع المحلي، حيث سعى الجميع لدعم قرار ردم المنجم حفاظًا على حياة السكان، وبرزت مطالبات مستمرة بتوفير حلول بديلة تقلل من لجوء السكان إلى مخاطر التنقيب البدائي، كما دعت بعض الجمعيات المحلية إلى توفير برامج توعية بمخاطر المناجم غير الآمنة والعمل على خلق فرص وظيفية للشباب لتجنب مغامرات مشابهة، واستعادة النشاط الزراعي الذي كان في السابق مصدرًا رئيسيًا للدخل في هذه المناطق.

محافظة حجة ومعاناة البحث عن الذهب

أثارت حادثة منجم الذهب في محافظة حجة تساؤلات عن الأوضاع المعيشية التي تدفع السكان لترك أعمالهم التقليدية كتربية المواشي والزراعة والتوجه نحو أخطار التعدين العشوائي، البحث عن الذهب بات وسيلة قسرية لتأمين لقمة العيش في ظل غياب الحلول الكفيلة بمعالجة الأزمات الاقتصادية، المنطقة بحاجة ماسة لدعم مشروعات التنمية المستدامة التي تستهدف تحسين الظروف الاقتصادية للسكان بشكل جذري، مما يساعد على الحد من حوادث مشابهة مستقبلًا.