«قيود صارمة» الحوثيون يمنعون صلاة عيد الأضحى بحرية في صنعاء

تشهد العاصمة صنعاء سلسلة من القيود الأمنية والدينية التي تفرضها جماعة الحوثيين، حيث تم منع المواطنين من إقامة صلاة عيد الأضحى في جوامعهم المحلية وأماكنهم المعتادة، وتم توجيههم بشكل قسري إلى مواقع مركزية مختارة مسبقًا من قبل الجماعة، تأتي هذه الخطوات في إطار محاولات الحوثيين للهيمنة الدينية والسيطرة المجتمعية، مما أدى إلى موجة واسعة من التذمر بين السكان.

قيود مشددة على الحريات الدينية في صنعاء

أصدرت جماعة الحوثيين تعليمات صارمة تمنع إقامة صلاة عيد الأضحى في المواقع التقليدية، وبدلاً من ذلك فرضت أماكن تجمع مركزية تخضع لرقابة مشددة، وتأتي هذه التعليمات كمحاولة لتوجيه الخطاب الديني بما يتماشى مع أيديولوجيتهم الثيوقراطية والسياسية، وأكدت مصادر محلية أن خطباء وأئمة المساجد تلقوا تعليمات مباشرة تحظر تنظيم أي فعاليات دون موافقة مسبقة، وذلك تحت مبررات مثل التنظيم والحفاظ على وحدة المجتمع، ولكن يبدو أن الهدف الأساسي هو فرض رؤية الجماعة على المواطنين.

تعزيز الأمن وتقييد التجمعات

لم تقتصر القيود على توجيهات الأئمة والخطباء، بل شهدت المواقع المركزية تعزيزات أمنية مكثفة، حيث انتشر المسلحون وعناصر “اللجان الشعبية” لتأمين محيط تلك المواقع والمسارات المؤدية إليها، كما تم منع أي تجمعات أو فعاليات خارج الإطار المحدد سلفًا، ويعكس هذا التوجه رغبة الحوثيين في القضاء على أي متنفس للحريات الدينية، مع إدخال الخطاب التعبوي والسيطرة الهيكلية على المواطنين.

آثار الهيمنة الفكرية والسيطرة المجتمعية

يعتبر السكان في صنعاء أن هذه الممارسات تأتي ضمن محاولات الحوثيين المستمرة لفرض هيمنتهم الفكرية باسم الدين، حيث يعتقد الكثيرون أن الهدف الحقيقي من هذه الإجراءات ليس تنظيم الأمور كما تزعم الجماعة، بل توسيع رقعة النفوذ وزيادة السيطرة المجتمعية، وفي الوقت الذي تدّعي فيه الجماعة أن هذه الخطوات تهدف إلى تحقيق الوحدة والتنظيم، يرى السكان أن هناك تقييدًا واضحًا لمساحات التعبير الديني والتعددية العقائدية.

إجراءات تصعيدية بحق المدنيين

تعد إجراءات جماعة الحوثيين الأخيرة جزءًا من سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، وهذا يشمل فرض قيود مشددة على الحريات الشخصية والعامة، وتهدف الجماعة إلى ترسيخ أيديولوجيتها على حساب تنوع المعتقدات والتقاليد المجتمعية، وفي ظل هذه الظروف، تعاني العاصمة صنعاء من غياب التنوع الديني الحقيقي، مما يزيد من حالة الاحتقان ويفتح الباب أمام ردود أفعال شعبية غاضبة.

سياسات الحوثيين بين التنظيم والاحتكار

من الواضح أن الوضع في صنعاء يعكس التوجهات الاستبدادية لجماعة الحوثيين، حيث تسعى إلى احتكار الجوانب الدينية والمجتمعية تحت غطاء التنظيم والوحدة، ومع ذلك، تنكشف أهدافها الحقيقية المتمثلة في التحكم بمفاصل الحياة اليومية للسكان، إن هذه الإجراءات، التي تبدو في ظاهرها مبررة، تساهم فقط في تأجيج التوتر وزيادة التباعد بين الجماعة والمواطنين.

جدول يوضح تفصيل السياسات المفروضة

السياسات التفاصيل
أماكن صلاة مفروضة مواقع مركزية خاضعة لسيطرة الجماعة
تعزيزات أمنية وجود مكثف للمسلحين واللجان الشعبية
خطاب تعبوي تعليمات صارمة لترويج أيديولوجيا الجماعة