التنافس التعليمي بين أمريكا والصين: معركة جديدة تؤثر على الاقتصاد العالمي

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترات متزايدة تتجلى في مجال التكنولوجيا والتعليم العالي. يتصدر الطلبة الدوليون، وخاصة الصينيون، محور هذا الصراع، إذ تسعى الجامعات الأميركية الكبرى للتوفيق بين التزامها بالتميز الأكاديمي ومتطلبات الأمن القومي. في ظل هذه الأجواء، يتحول التعليم ومجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) إلى ساحة تنافس محتدمة بين القوتين العالميتين.

التوترات بين الصين وأميركا في مجال التعليم

دعا جون مولينار، رئيس اللجنة الأميركية الخاصة بالصين، ست جامعات أميركية مرموقة للكشف عن سياساتها بشأن تسجيل الطلبة الصينيين في برامج STEM. تأتي هذه الدعوة مع مخاوف متنامية حيال استغلال الصين للأبحاث الممولة في الولايات المتحدة للحصول على تقنيات حسّاسة. ولكن، تصر الصين على أهمية الطلبة الصينيين في تعزيز التبادل الثقافي والتعاون التكنولوجي. ومن الجدير بالذكر أن الطلاب الصينيين يمثلون حوالي 24.6% من إجمالي الطلبة الدوليين في الولايات المتحدة، رغم الانخفاض في أعدادهم خلال السنوات الأخيرة.

الطلاب الدوليون وأثرهم الاقتصادي

يساهم الطلبة الدوليون، بما في ذلك الصينيون، بأكثر من 50 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأميركي. وفقًا لتقرير Open Doors، استضافت أميركا أكثر من 1.1 مليون طالب دولي في العام الدراسي 2023-2024، حيث تشكل الهند والصين معًا غالبية هؤلاء الطلاب. لكن التوترات السياسية والقيود المفروضة على التأشيرات أثرت سلبًا على أعداد الطلبة الصينيين، ما أدى لتراجعهم لمصلحة الطلبة الهنود. رغم ذلك، فإن برامج مثل التدريب العملي الاختياري (OPT) لا تزال تجذب مئات الآلاف من الطلاب، بمن فيهم 61,552 طالبًا صينيًا.

انعكاسات التوترات على التعليم والاقتصاد

تؤدي هذه التوترات إلى ضغوط هائلة على الجامعات الأميركية، إذ يتوقع أن يتم تعزيز إجراءات التدقيق بارتباطات الطلبة الأجانب بالتمويلات الفيدرالية. من ناحية أخرى، تؤثر هذه المواجهة على الشركات الأميركية التي تعتمد على المواهب العالمية، ما يدفعها لإعادة هيكلة سياساتها لموازنة الانفتاح مع حماية المصالح الأمنية. يمكن القول إنه مع تصاعد الفصل بين الاقتصادين الأميركي والصيني، قد يصبح التعليم العالي مجالًا ذا تأثير استراتيجي مباشر في هذا الصراع المستمر.

بهذا السياق، تقف الجامعات الأميركية في موقع حرج؛ فهي تسعى للحفاظ على ريادتها التعليمية والبحثية، بينما تواجه تحديات متزايدة مرتبطة بالتوترات الجيوسياسية والقيود الأمنية.