«خطوة حاسمة» توحيد جيوش الشرعية هل ينهي الحوثي إلى الأبد

عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة التي حولت اليمن إلى ساحة للصراع حول النفوذ، يجسد نموذج هشاشة السلطة المبنية على الترويع والشعارات الخاوية. انطلاقًا من كهوف صعدة، حاول أن يظهر كقائد مقدس لكنه في الحقيقة كان أسيرًا لمفهوم صنعه لنفسه محتميًا بجغرافيا معزولة. لقد كانت المليشيا التي نمت حوله بمثابة بيت من ورق، تشكلت من رعب السلاح والأموال المنهوبة، لكنها تفتقر إلى قاعدة صلبة أو مشروع مستدام، مما يجعلها واهنة أمام أي جبهة نظامية موحدة وقوية.

عبد الملك الحوثي ورمز هشاشة القيادة

بنيت سلطة عبد الملك الحوثي على التبعية العمياء لرأس يدّعي القيادة، ولكنه أشبه بصنم حديث تدور حوله الهتافات الفارغة. أتباعه لا يتحركون إيمانًا بعقيدة بقدر ما يجري التحكم بهم من خلال نظام صارم للتعبئة الطائفية والخوف. ولو اختفى الحوثي يومًا، فإن هذه المليشيا ستفقد بوصلتها؛ إذ سيبحث أتباعه إما عن زعيم جديد أو يعودون إلى عقولهم المغلقة، مما يوضح هشاشة المشروع الذي يدّعي الثبات والصمود.

تحديات قوات الشرعية في مواجهة الحوثي

رغم هذا الوهن الواضح في بنية الحوثي، فإن جيوش الشرعية تعاني من مشكلات داخلية حالت دون تحقيق انتصار حاسم. القيادة غير الموحدة، والطموحات الفردية لبعض القادة، فضلاً عن مخاوف بعض السياسيين من خسارة مناصبهم، أضعفت منظومة الجيش الشرعي. بدلًا من أن تكون معركة مصيرية لتحرير البلاد، تحولت إلى محاولات لتقاسم السلطة. ومع ذلك، فإن تنظيم هذه القوات وتوحيد رؤيتها كفيل بتحويلها إلى قوة ضاربة قادرة على اجتثاث المليشيا من جذورها.

الجيش المنقسم … عائق أمام الانتصار

تعاني قوات الشرعية من حالة فوضى شبيهة بأوركسترا تعزف في اتجاهات عشوائية. قيادة تنظر شرقًا وأخرى تنظر غربًا، بينما تبقى الأهداف الرئيسية معلقة بين التصريحات والاجتماعات الطويلة. هذا الوضع لا يفيد سوى المليشيا التي تستغل الانقسامات لتثبيت وجودها الهش. لكن إذا أُعيد ضبط هذا الجيش، وتجاوزت أطماعه السياسية والمؤسسية الصغيرة، فإنه سيملك القدرة ليس فقط على دحر الحوثيين بل إعادة اليمن إلى مسارها الطبيعي.

إرادة التحرير كحجر أساس

رغم الحالة المضطربة، يحاول رجال مخلصون العمل بصمت بعيدًا عن الأضواء لوضع خطة شاملة تعيد ضبط الواقع اليمني. يرى هؤلاء أن التفوق على الحوثيين يحتاج إلى إرادة حقيقية تصمد أمام جميع التعقيدات. فالمعركة ليست مجرد مواجهات بين سلاح وآخر، بل تحدٍ لتغيير الوضع بأكمله. الحوثي الذي يعتمد على التفوق العسكري والتهويل الإعلامي سيصبح عاجزًا حين يُواجه بجيش منظم متحرر من قيود الصراعات الداخلية.

المليشيا بين وهم القوة وحقيقة الضعف

صمود الحوثي الأسطوري ليس سوى تضخيم إعلامي وحقيقة بلا سند على الأرض. الظاهرة الصوتية التي بناها الحوثي ستسقط عندما تواجه قوة قائمة على التنظيم والإرادة. فكل ما يبدو شامخًا في نهجه هو مجرد قشرة واهنة قائمة على الخوف والقمع. عندما يُكسر هذا القيد، لن يكون للحوثي أي نفوذ يُذكر. لذلك فإن الحل لا يكمن فقط في توحيد الجيش، بل في اتخاذ القرار الجاد الذي ينهي هذا الصراع لصالح الشعب اليمني الحر.