«حقيقة صادمة» هل الأكراد هم أبناء جن النبي سليمان؟ باحث كردي يكشف الحقيقة

تعتبر مسألة نسب الأكراد إلى سلالات الجن واحدة من الخرافات التي استمدتها بعض الروايات الشعبية والمقاطع الأدبية القديمة، حيث يتم تداول تلك الفكرة دون وجود أدلة علمية تاريخية تدعمها، وقد ناقش الباحث الكردي “جان دوست” هذه المزاعم مبينًا أنها نتاج تفسيرات خاطئة لسلوك الأكراد التاريخي وطبيعة معيشتهم في الجبال والكهوف، مما أثار دهشة الغزاة عند مواجهتهم.

الخرافة حول نسب الأكراد إلى الجن

يرجع تداول فكرة نسب الأكراد إلى الجن إلى تفسيرات خيالية للظهور المفاجئ للمقاتلين الأكراد أثناء الحروب، إذ كان الأكراد يقيمون في أماكن وعرة مثل الجبال والمغاور، وعندما يتعرضون للهجمات، كانوا يخرجون من مواقعهم بشكل فاجأ أعداءهم، الأمر الذي جعل الغزاة يظنون أن المقاتلين ليسوا من البشر، بل كائنات لها طبيعة غير عادية، تلك التكهنات أدت إلى ربط الأكراد بالجن وإطلاق مزاعم غريبة عن أصولهم.

الروايات الشعبية عن نسب الأكراد

أوضح “جان دوست” أن كثيرًا من الروايات الشعبية مثلت أرضية لهذه الإشاعة، حيث توجد نظرية مستمدة من الكتابات القديمة تزعم أن الأكراد نشأوا من نسل النبي سليمان عليه السلام والجن الذين كانوا يعملون تحت حكمه، ومع انتشار هذه الروايات زادت من تعقيد فهم التاريخ الكردي، وهذه الفرضية لا تحمل أي دليل تاريخي أو دليل يعتمد على البحث العلمي.

التفسير بين التاريخ والأسطورة

بين الباحث أن المزاعم التي تتعلق بنسب الأكراد تعكس حالة من الخلط بين الأسطورة والتاريخ، قائلاً إن التقاليد الشفهية قد لعبت دورًا كبيرًا في إضافة طابع الأسطورة على الملاحم التي يرويها الأكراد عن أنفسهم، تلك الحكايات غالبًا استُخدمت كوسيلة لتمجيد الماضي أو إثارة الرهبة في نفوس غير الكرد، ومع ذلك، فإن التحليل العلمي للتاريخ يلغي كل هذه الادعاءات، ويثبت أن الأكراد مثلهم مثل أي شعب آخر ينتمون لجذور إنسانية أصيلة.

كيف بدأت الأسطورة القديمة؟

نشأت الأسطورة القديمة نتيجة لأسلوب حياة الأكراد المختلف الذي جعلهم يعيشون في انعزال نسبي في المناطق الجبلية، إضافة إلى تكتيكاتهم الدفاعية والهجومية التي اُعتبرت للغزاة شيئًا غير مألوف، وأسهمت الكتب العربية التاريخية في تضخيم هذه الرؤية ونشر قصص يبدو أساسها خياليًا، فأصبحت الخرافات تحل محل التفسيرات الحقيقية للسلوك الحضاري للأكراد.

إسقاطات الأسطورة على الهوية الكردية

أكد الباحث أن الأكاذيب والأساطير التي تتحدث عن وجود علاقة للأكراد بالجن لا تنفي حقيقة ثقافتهم أو إنجازاتهم، بل قد تكون انعكاسًا لفهم الشعوب الأخرى لهم، إذ أن الاختلاف الثقافي والحضاري كان سببًا في خلق هذه الروايات غير الصحيحة، يعتمد الباحثون اليوم على المصادر التاريخية الموثوقة لتفكيك تلك الروايات وإظهار الحقائق بعيدًا عن تشويه الصورة الكردية.

تفاصيل حول الأكراد وحياتهم