«مفارقة غريبة» لا حرب ولا سلم يثير تساؤلات حول المستقبل

اليمن تعيش حقبة من التجزئة السياسية والجغرافية، حيث أصبحت البلاد ميدانا للدويلات الصغيرة المتصارعة، كل منها تابعة لقوة خارجية تؤثر في قراراتها. الكلمة المفتاحية هنا هي “أزمة اليمن”، حيث إن النقاش حول هذا الوضع لا يتوقف عند حدود القادة، بل يتخطاه إلى غياب الانسجام الوطني، وصعود قيادات لا تملك من أمرها شيئًا.

أزمة اليمن وتداعياتها السياسية

الصراع في اليمن كشف عن انقسامات بين القوى المختلفة، حيث تبادل الجميع تهم الخيانة والضعف، فبينما يعاني الحوثي من تصعيد دولي، كانت الشرعية تدور في دائرة من الاتهامات، وأصبح الجيش الوطني مجرد هيكل بلا مدونة عسكرية واضحة، وفي الجانب الآخر، ظهر المجلس الانتقالي الجنوبي عاجزًا عن تحقيق ما ينادي به من دولة مستقلة، بينما تبقى الأطراف جميعها مرهونة لقرارات اللاعبين الدوليين؛ هذه المعادلة تزيد من تعقيد الأزمة وتؤجج حالة الاضطراب الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

دور السعودية والإمارات في أزمة اليمن

التدخل الإقليمي ظل مؤثرًا على مدى العقد الماضي، حيث تتواجد السعودية والإمارات بشكل مباشر أو غير مباشر، وبينما توقف الدعم المالي السعودي عن العمليات العسكرية، اكتفت الإمارات ببسط نفوذها في المناطق الجنوبية، كل ذلك جعل اليمن رهينة لقرارات إقليمية، فالتمويل الذي توقف أدى إلى جمود في الجبهة العسكرية، كما أن غياب البنية التحية مثل الأسفلت والمرافق العامة يزيد من معاناة الشعب.

تأثير الأزمة على الشعب اليمني

أزمة اليمن ممتدة إلى كل نواحي الحياة اليومية، حيث يعيش الشعب بين مطرقة الحرب وسندان الفقر، فالأزمات الاقتصادية اشتدت وطأتها مع تراجع الخدمات الأساسية، مما جعل المواطن اليمني يبحث عن الأمل في مستقبل أفضل، الغضب الشعبي المتصاعد قد يصبح شرارة تغيير، خاصة مع حالة الإحباط تجاه القادة الذين أصبحوا بمثابة أدوات لتنفيذ أجندات خارجية.

النخب اليمنية بين الواقع والطموح

النخب والقادة اليمنيون كُشفت نقاط ضعفهم، حيث أصبح العديد منهم شخصيات تابعة للأطراف الخارجية، بينما يفقدون القدرة على التفكير الاستراتيجي لبناء اليمن، في الوقت نفسه، تبقى الحرب خيارا معقدا يتطلب مواطنين يؤمنون بالكامل بضرورة التضحية لأجل السلام والاستقلال، ولكن هذا الإيمان قد يبقى بعيد المنال وسط الانقسام الحاد والمشكلات المتراكمة.

الأمل في ولادة جديدة لليمن

رغم قتامة المشهد الحالي، فإن الجيل القادم قد ينجح في بناء يمن جديد متخفّف من ديون وأعباء الماضي، مستلهمًا التجارب التاريخية، حيث يقوم بنفسه بتشكيل هوية وطنية جامعة، تتحرر من قبضة القوى الخارجية وتتبنى رؤية اقتصادية وسياسية شاملة، هناك أمل أن يصبح الشعب اليمني قادرًا على تجاوز الأزمات المتراكمة، ونفض غبار الحرب والفساد عن كاهله لتحقيق تطلعاته.

العنوان القيمة
عدد سنوات الأزمة 10 سنوات
أبرز اللاعبين الخارجيين السعودية والإمارات
تأثير الصراع غياب التنمية والفقر