«حقيقة مثيرة» هل تقبل صلاة الجزار بملابس ملطخة بالدماء

تعد مسألة الصلاة بملابس ملطخة بالدماء من القضايا الفقهية التي أثارت تساؤلات كثيرة بين المسلمين، يكثر هذا التساؤل لدى أصحاب المهن التي تتعرض للدماء بشكل يومي مثل الجزارين والجراحين، هذه المهن تجعل الحفاظ على ملابس طاهرة مهمة صعبة، ولكن الإسلام أتاح الإجابات الواضحة من خلال الفقهاء والعلماء الذين بذلوا مجهودًا كبيرًا لتوضيح الأحكام المرتبطة بذلك.

هل تقبل الصلاة بملابس ملطخة بالدماء؟

أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الدم الناتج عن النحر نجس، وعلى الجزار تخصيص ملابس للنحر وإزالتها قبل الصلاة، مؤكداً أهمية استخدام ملابس طاهرة في أداء الصلاة، أما إذا تعلق الأمر بأصحاب المهن الذين يصعب عليهم الحفاظ على ملابس خالية من الدماء بشكل دائم، مثل الجزار، فيجب عليه بذل الجهد لتغيير الملابس قبل الصلاة، وإذا تعذر ذلك وكانت الملابس نظيفة بشكل عام، يمكنه الصلاة بشرط أن يكون البقع غير مؤثرة على ملابسه بالكامل.

الضوابط الشرعية للصلاة أثناء العمل

ذكر الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، أن الإسلام يسر الأمور على العاملين بالمهن التي تتعرض للدماء بشكل مستمر، حيث سمحت الشريعة لهم بالصلاة بملابسهم إذا لم يكن بالإمكان إزالتها أو تنظيفها بسهولة، وأكد أن الوضوء يجب أن يتجدد إذا أصاب الملابس دماء أثناء الصلاة، وإذا تمكن الصانع من إزالة ملابسه الملطخة واستبدالها بطاهرة، فإنه يُفضل القيام بذلك تجنبًا للشبهات، ويظل الأفضل أداء الصلاة بملابس نظيفة تعبيرًا عن حسن النية والإيمان.

حكم الصلاة أثناء وجود دماء ناجمة عن الإصابات

أجاب الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى، عن التساؤل المتعلق بحكم وصول الدم إلى ملابس المصلي وشروط بقاء الصلاة صحيحة، حيث أوضح أن الدم نجس بحسب الآية الكريمة التي جاء فيها: “قُل لاّ أَجِدُ فِي مَآ أُوْحِيَ إِلَيّ مُحَرّمًا عَلَىَ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مّسْفُوحًا”، ومع ذلك، إذا كان الدم ينتمي إلى نفس الإنسان، فإن القليل منه لا يبطل الصلاة بشرط عدم تدخل المصلي عمدًا في جعله ملطخًا بثيابه، وذكر المذهب الحنفي أن الدم يبطل الوضوء فقط إذا كان كميته كثيرة.

هل هناك استثناءات للعاملين في المهن؟

ذكر الفقهاء أن العاملين في المهن التي تفرض التعامل مع الدماء يمكن أن يحصلوا على استثناء، ولكن يتوجب عليهم السعي لاحترام طهارة الصلاة، يشترط لذلك أن يكون الشخص حذر أثناء عمله وأن يتجنب تلطيخ ملابسه عمدًا، أما إذا كان يكاد يستحيل الحفاظ على نظافة الملابس، فلا حرج في أداء الصلاة بشرط الوضوء وتجديد النية.