«أصداء مثيرة» الشرع يزور درعا للمرة الأولى وواشنطن تعلّق حول الفتوى

زار الرئيس السوري أحمد الشرع مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا والتي تُعرف بـ “مهد الثورة السورية”، في زيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها إلى هذه المنطقة التي انطلقت منها الاحتجاجات ضد النظام السابق عام 2011. خلال الزيارة، قام الشرع بجولات شملت المسجد العمري والتقى وفوداً محلية وشخصيات من الأطياف المختلفة لتعزيز الوحدة الوطنية والبحث عن سبل دعم الاستقرار في المنطقة التي شهدت صراعات طويلة.

زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى درعا

رافق الرئيس أحمد الشرع وزير الداخلية السوري أنس خطاب خلال زيارته إلى درعا، وقاما بجولات ميدانية شملت المسجد العمري الذي ارتبط ببداية الاحتجاجات في 2011، والذي يُعتبر رمزاً مهماً للحراك الشعبي. كما شهدت الزيارة لقاءات مع شخصيات محلية من العشائر والقيادات العسكرية بالإضافة إلى وفد من الطائفة المسيحية بهدف تعزيز التماسك الوطني. الصور والفيديوهات التي نُشرت عن الزيارة أظهرت حفاوة الاستقبال، إذ احتشد السكان المحليون للترحيب بالرئيس، مما يشير إلى ترحيب واسع بالتحركات التي تسعى لإعادة توازن المجتمع السوري.

أهمية درعا في مسار التعافي الوطني

أكد محافظ درعا أنور الزعبي على الأهمية الرمزية لزيارة الرئيس أحمد الشرع إلى المدينة، لكونها تحدد مساراً جديداً للتعافي الوطني. وأوضح في تصريحات رسمية أن درعا ستظل في صلب الاهتمام الحكومي لاعتبارها نقطة تحول في تاريخ البلاد وركيزة هامة لتحقيق المصالحة الوطنية، مشيراً إلى أن الخطط القائمة تشمل تطوير الخدمات وإعادة بناء البنى التحتية لمواجهة التحديات التي تراكمت خلال السنوات الماضية. المدينة التي شهدت الشرارة الأولى للاحتجاجات أصبحت نموذجاً لجهود التعافي بعدما استعادت الحكومة السيطرة الكاملة عليها.

الخلفية التاريخية لمدينة درعا

تعد مدينة درعا واحدة من أبرز النقاط المحورية في تاريخ الاحتجاجات السورية. بدأت الأحداث في عام 2011 عندما اعتقل النظام السابق مجموعة من شباب المدينة بتهمة كتابة شعارات ضد النظام، ما أثار موجة احتجاجات واسعة لا سيما بعد استخدام القمع العنيف لتفريق المتظاهرين. بعد سنوات من سيطرة الثوار على درعا، استعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة في 2018 بعد اتفاقات ضمنت للمقاتلين الاحتفاظ بأسلحتهم الخفيفة. هذه الخلفية تجعل درعا مركزاً رمزياً لتاريخ سورية الحديث وموقعاً استراتيجياً في عملية المصالحة الوطنية.

الخطوات الإصلاحية والفتاوى

في سبيل تعزيز مبادئ العدالة وسيادة القانون، أصدر المجلس الأعلى للإفتاء السوري فتوى تؤكد حرمة القتل خارج القانون وأهمية الحوار والتسامح لحل النزاعات. رحب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بهذه الفتوى واصفاً إياها بأنها خطوة نحو سوريا جديدة. تأتي هذه الجهود مترافقة مع توجيهات الرئيس أحمد الشرع لتحقيق إصلاحات شاملة في القضاء وتعزيز استقلاليته كجزء من عملية انتقال سياسي تهدف لإعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.

الخطوة الإصلاحية أثرها المتوقع
تأسيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية تعزيز الثقة بمؤسسات الدولة
مراجعة القوانين المنتهكة لحقوق الإنسان تحقيق سيادة القانون

الجهود المستقبلية لتحقيق السلام

إن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى درعا وتعزيز الجهود الإصلاحية تشكل خطوات بارزة نحو تحقيق الاستقرار المستدام في البلاد، حيث يركز العمل الحالي على إعادة تأهيل القضاء وإرساء مبادئ الشفافية والمحاسبة، إلى جانب تعزيز الوحدة الاجتماعية وإعادة الإعمار. هذه الجهود تُعد دليلاً على الالتزام بمسار سياسي جديد يستند إلى التصالح، مما يُبرز أهمية الخطوات الإيجابية لدعم مستقبل سوريا الآمن والمستقر.