«فاجعة مروعة» جريمة تهز محافظة مأرب وتشعل الرأي العام في عيد الأضحى

شهدت محافظة مأرب صباح اليوم الجمعة، أول أيام عيد الأضحى المبارك، جريمة مروّعة نتجت عن إطلاق نار كثيف في منطقة “جراذان” بمديرية حريب، حيث أسفرت الحادثة عن وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم الجاني الذي كان يعاني من اضطرابات نفسية معروفة في المنطقة، مما أدخل الأهالي في حالة من الذهول والحزن الشديد، خصوصًا مع وقوع هذه المأساة في وقت كان يفترض أن يحمل البهجة والفرح.

تفاصيل مجزرة مأرب في عيد الأضحى

حدثت الجريمة عندما اقتحم الشاب رائد عبدالله بوصيان العقيلي ديوان عمه بعد انتهاء صلاة العيد حاملاً سلاحه، حيث أطلق وابلاً من الرصاص على أفراد العائلة المتواجدين لتبادل التهاني، قتل على الفور أربعة أشخاص منهم عماه صالح حسين بوصيان العقيلي وشاجع حسين بوصيان العقيلي، وابن عمّه محمد مبارك بوصيان العقيلي، بالإضافة إلى طفل صغير من الأسرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث تسبب الهجوم أيضًا في إصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، بينهم شقيق الجاني سالم عبدالله بوصيان العقيلي، ما زاد من حجم الكارثة التي ألمّت بالمنطقة.

ملابسات ما بعد الحادثة

بعد ارتكاب الجريمة، حاول الجاني الفرار، إلا أن أفراد القبيلة وأهالي المنطقة تمكنوا من مطاردته والاشتباك معه، ما أدى في النهاية إلى مقتله، ليختتم المشهد بسقوط خمسة قتلى، الجاني من بينهم، وتنحدر العائلة الضحية من قبيلة آل العقيلي التي تعتبر من القبائل المعروفة في مديرية حريب، وقد حمّل المواطنون المسؤولية لظروف الجاني النفسية التي كانت معروفة مسبقًا، دون أن تُتخذ التدابير المناسبة لمنع حدوث مأساة بهذا الحجم

الأسباب النفسية ودور الرعاية الغائبة

بحسب أقارب العائلة، كان الجاني يعاني من اضطرابات نفسية حادة، وقد بُذلت محاولات سابقة للحصول على علاج له، إلا أن قلة الإمكانيات وتجاهل الحالة النفسية للأفراد غالبًا ما يسهمان في حوادث مروّعة كتلك، من الضروري تسليط الضوء على أهمية رعاية الصحة النفسية، خاصةً لأولئك الذين تظهر لديهم علامات واضحة على وجود اضطرابات نفسية، لتجنب مثل هذه الكوارث التي تفقد فيها الأسر أحباءها

تحقيقات الجهات الأمنية في مأرب

كرد فعل أولي على الحادثة، بدأت الجهات الأمنية في محافظة مأرب إرسال فرق التحقيق إلى موقع الجريمة لتوثيق كافة التفاصيل والوقوف على ملابساتها، كما دعت الجهات الرسمية ووجهاء القبيلة الأهالي إلى ضبط النفس وعدم الرد بطرق قد تُسبب تصعيدًا غير محسوب النتائج، مؤكدين أهمية ترك الأمور للقانون لضمان العدالة لجميع الأطراف المتضررة.

تأثير الحادث على أهالي مأرب

لاقى الحادث استنكارًا وحزنًا واسعًا بين سكان منطقة حريب ومحافظة مأرب بشكل عام، حيث غمرت وسائل التواصل الاجتماعي منشورات التعاطف مع الضحايا والدعاء لهم بالصبر والسلوان، ويُعد هذا الحدث واحدًا من أكثر الجرائم المؤلمة في السنوات الأخيرة، ولكونه قد وقع في يوم مقدس مليء بالفرحة المعتادة، فإنه ترك أثرًا بالغًا في نفوس المواطنين الذين وصفوه بـ “الفاجعة العائلية الكبرى”.