«صدمة الأسواق» الذهب يتراجع وسط ترقب محادثات التجارة بين الصين وأميركا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا خلال الجلسة الأخيرة، في وقت يراقب فيه المستثمرون تطورات محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث أبدى الجانبان مرونة وإمكانية تقديم تنازلات للوصول إلى حلول تُرضي الطرفين، يُتداول سعر الذهب حاليًا بالقرب من 3320 دولارًا للأونصة، بعدما سجل ارتفاعًا بنسبة 0.5% خلال بداية الأسبوع.

أسعار الذهب وتأثير المفاوضات التجارية

مع انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم في لندن، تبادلت الولايات المتحدة والصين الإشارات الإيجابية، حيث أبدت واشنطن استعدادها لتخفيف القيود على صادرات التكنولوجيا؛ بينما أشارت الصين إلى احتمال تخفيف القيود على تصدير المواد الأرضية النادرة المطلوبة عالميًا، تأتي هذه التطورات في ظل متابعة الأسواق لتأثيراتها المحتملة على الذهب الذي يعتبر أحد الملاذات الاستثمارية الآمنة.
ومن المقرر أن تستكمل المحادثات التجارية لاحقًا، الأمر الذي يدفع الأسواق نحو حالة جديدة من الترقب، من الجدير بالذكر أيضًا أن المفاوضات الراهنة تعد عاملًا أساسيًا في صياغة المُناخ التجاري والاقتصادي الدوليين مستقبلاً.

المخاوف الاقتصادية تعزز الإقبال على الذهب

رغم هدوء الارتفاعات القوية لأسعار الذهب في الأسابيع الأخيرة، إلا أن عدم اليقين بخصوص النزاعات التجارية الدولية لا يزال يدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، بلغ المعدن الأصفر أعلى سعر قياسي له بواقع 3500 دولار للأونصة خلال أبريل الماضي، مما يعكس التأثير السلبي المستمر للسياسات الحمائية على الاستثمارات والأسواق الأخرى.
وفي سياق متصل، شهد البلاتين أيضًا تقلبات ملحوظة مسجلًا مكاسب تخطت 4.7% بعد تزايد الطلب في الأسواق، مع توقعات الخبراء بإمكانية تحسن أسعار الذهب مستقبلًا، مدفوعة بعوامل كركود اقتصادي عالمي محتمل أو توترات اقتصادية غير متوقعة.

عوامل مؤثرة على أداء الذهب في الأسواق

تراجع الذهب بنسبة 0.2% إلى 3318.73 دولارًا للأونصة حسب بيانات حديثة، بينما بقي مؤشر الدولار العالمي مستقرًا، الجدير بالذكر أن أداء الذهب يتأثر بارتفاع أو انخفاض الطلب على السندات الحكومية الأميركية، حيث وصلت سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى مستويات اهتمام غير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة، إذ يُفضل المستثمرون الذهب أحيانًا كبديل آمن عن الاستثمارات المهددة بمخاطر التضخم والديون العالمية العالية.
في المؤشرات الأخرى، شهدت الفضة والبلاديوم تغييرات طفيفة، بينما بقيت أسعار الفضة قريبة من أعلى مستوياتها منذ 13 عامًا، ومع ذلك، فإن الذهب يظل العامل الأساسي المتأثر بمخرجات المؤشرات الاقتصادية والسياسية.

المعدن السعر الحالي (بالدولار للأونصة)
الذهب 3320
البلاتين أعلى مستوى منذ مايو 2021
الفضة قرب أعلى مستوى لها منذ 13 عامًا

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يُتوقع وصول سعر الذهب إلى 4000 دولار للأونصة بحلول عام 2026 وفقًا لتصريحات “بنك أوف أميركا”، ومع ذلك، ربط المحللون تحقيق هذا السعر بحدوث صدمات اقتصادية عالمية أو تغييرات مفاجئة في الظروف الاقتصادية، مما قد يدفع إلى زيادة الإقبال على الذهب كمخزن للقيمة، يشير خبراء إلى أهمية مراقبة الأسواق بحذر، حيث يعتبر الذهب أكثر استقرارًا في مواجهة المخاطر الاقتصادية مقارنة بأصول أخرى.