ارتفاع تاريخي: أسعار النحاس تتجاوز حاجز 10 آلاف دولار للطن مع موجة شراء قوية

شهدت أسواق المعادن مؤخرًا ارتفاعًا حادًا في أسعار النحاس، حيث قفز المعدن الأحمر إلى أعلى مستوياته منذ خمسة أشهر متجاوزًا 10 آلاف دولار للطن. وارتبط هذا الارتفاع بالطلب المتزايد، بالإضافة إلى تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات المعادن، ما أدى إلى موجة شراء نشطة غير مسبوقة في القطاع الصناعي والمالي.

أسباب ارتفاع أسعار النحاس

تعد زيادة الطلب على النحاس أحد المحركات الرئيسية لارتفاع أسعاره. إذ يتم استخدام هذا المعدن في مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك التكنولوجيا، والتشييد، والطاقة المتجددة. وقد أدى التوسّع في هذه المجالات إلى تعزيز الطلب العالمي على النحاس. من جانب آخر، ساهمت تهديدات فرض رسوم جمركية على واردات النحاس من قِبل الإدارة الأمريكية في زيادة الضغط على السوق، مما دفع التجار إلى سداد علاوات قياسية لتأمين الإمدادات، خاصة في السوق الأمريكية.

الفجوة بين الأسواق العالمية

شهدت العلاقة بين مؤشر الأسعار في بورصة نيويورك للمعادن (كوميكس) وبورصة لندن للمعادن (إل إم إي) فجوة واسعة، حيث تجاوز الفرق 1254 دولارًا للطن. وتُعزى هذه الفجوة إلى محاولات التجار الأمريكيين تأمين النحاس في ظل تزايد الرسوم الجمركية المحتملة. ويُتوقع أن يتسع هذا الفرق أكثر إذا تم تطبيق رسوم بنسبة 25% على النحاس، مما قد يؤدي إلى تعقيد حركة التداول بين الأسواق الرئيسية.

التحديات المستقبلية لسوق النحاس

بالرغم من الارتفاع الكبير في الأسعار، يواجه سوق النحاس تحديات عديدة. تُعد رسوم التشغيل المنخفضة أحد أبرز هذه التحديات، ما يؤثر على جدوى تشغيل المصاهر في بعض المناطق، ويدفع بعضها إلى إغلاق العمليات كما حدث مع شركة “جلينكور” في الفلبين. تأتي هذه الظاهرة نظرًا لتزايد قدرات المصاهر الصينية، التي أصبحت تضع ضغوطًا على المصاهر الأخرى عالميًا. علاوةً على ذلك، فإن المخاوف بشأن الإمدادات المستقبلية وتصاعد الطلب تضع السوق في موقف حساس قد يستمر لعام أو أكثر.

إن استمرار الهيمنة على سوق النحاس يعتمد على الاستجابة للعوامل الجيوسياسية والاقتصادية المحيطة، مما يجعل من هذا المعدن عنصرًا أساسيًا في النظام الاقتصادي العالمي.