«لغز مؤثر» من هو الفنان العراقي الكبير نجيب الريحاني؟

في عالم الفن العربي، يظل اسم “نجيب الريحاني” رمزًا للعبقرية والإبداع، فقد ارتبطت سيرته بتطور المسرح والسينما في النصف الأول من القرن العشرين، حيث استطاع الفنان العراقي الأصل أن يجمع بين الفكر والفن ليكون من أبرز رواد الكوميديا السوداء، جاذبًا اهتمام الجماهير بإبداعه الذي لم يُقارن، رغم مرور السنين تبقى أعماله شاهدة على موهبته ورباطة جأشه أمام التحديات.

نجيب الريحاني عبقري المسرح والكوميديا

ارتكز نجيب الريحاني في رحلته الفنية على فلسفة تقديم فن هادف بعيد عن السطحية؛ فكان يرى المسرح وسيلة لتغيير المجتمع ونشر الوعي، ورفض في مسيرته الفنية أن يُلقب بالنجم الأوحد، مؤكدًا أن نجاح العمل الجماعي أكثر قيمة من الظهور الفردي، اشتهر بتقديم الكوميديا السوداء التي لامست هموم الناس وقضاياهم اليومية، وقد أثرت أعماله المسرحية مثل “كشكش بيه في باريس”، و”ابقى قابلني” في عقول المتابعين.

بداية نجيب الريحاني وأصوله العراقية

ولد نجيب الريحاني عام 1889 بحي باب الشعرية في القاهرة، وينحدر من أصول عراقية، حيث كان والده يعمل تاجر خيول، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة “الفرير”، حيث اكتسب اللغة الفرنسية، ونمت لديه موهبة الخطابة والشعر تحت إشراف أستاذه الشيخ بحر، الذي أزكاه وأقنعه بالمشاركة في النشاط المسرحي داخل المدرسة، ورأى الجميع في نجيب شخصية مليئة بالحيوية والموهبة الفذة التي يجب استثمارها بشكل أوسع.

حياة نجيب الريحاني العملية وتحوله من موظف إلى أيقونة فنية

بدأ نجيب الريحاني حياته كموظف في البنك الزراعي، لكن شغفه بالمسرح دفعه للارتباط بصديقه عزيز عيد، الذي أنشأ فرقة تمثيلية، ومع ذلك، عانى الريحاني خلال مسيرته، حيث تعرض للفصل من عمله والتحق بفرقة سليم عطا الله ثم فرقة الشيخ أحمد الشامي، وعلى الرغم من صعوبة تحقيق النجاح الأولي، إلا أنه أثبت موهبته، وعاد بعدها للعمل في شركة السكر بنجع حمادي بعد فصله مرات عدة لضمان معيشته.

أبرز أعمال نجيب الريحاني المسرحية والسينمائية

قاد نجيب الريحاني العديد من الفرق المسرحية، منها فرقة “الإجبسيانة” التي قدمت عروضًا متعددة تضمنت مسرحيات استعراضية، كان لهذا الفنان فضل كبير على تطوير الفن العربي؛ حيث تعاون مع بديع خيري والشيخ سيد درويش لإثراء محتوى المسرح بالعروض الوطنية، أما على صعيد السينما، قدم الريحاني أفلامًا شكلت نقلة نوعية في تاريخه، فبالرغم من عدم رضاه عن أول عملين وهما “ياقوت” و”بسلامته عاوز يتجوز”، فإن نجاح فيلم “سلامة في خير” كان البداية الفعلية لمسيرته السينمائية الناجحة.

انتشار نجاحات نجيب الريحاني على المستوى الدولي

لم تكن نجاحات نجيب الريحاني محصورة داخل الوطن العربي، بل قدم أعماله في جولات عالمية شملت بلاد الشام، أوروبا، وأمريكا الجنوبية، حيث أحب الجمهور شخصيته الفنية وأخلاقياته الثقافية التي كان يبرزها في كل عمل مسرحي، ليصبح رمزًا للفن العربي الكلاسيكي الذي يجمع بين الجدية والطرافة، لم يتوقف عطاؤه حتى في أصعب الظروف، وكان لفنه تأثير عميق في تغيير نمط الكوميديا داخل مصر والعالم العربي.