تُعد الأغاني اليمنية التراثية والمغناة واحدة من أبرز عناصر الثقافة اليمنية التي تتجاوز الزمن لتظل خالدة في وجدان الشعب. ومن بين هذه الأعمال الفنية الرفيعة، تأتي أغنية “آنستنا يا عيد” للفنان علي الآنسي كأيقونة مميزة ترمز إلى الاحتفاء بالأعياد، وقد شكلت هذه الأغنية جزءاً من الهوية الثقافية لليمن وشعبها على مر العقود، حيث جمعت بين البساطة والإبداع اللحظي. هذه الأغنية وغيرها من الأعمال الإبداعية ولدت عفويًا دون تخطيطٍ مسبقٍ، مما يجعلها متفردة في قدرتها على مخاطبة القلوب وملامسة مشاعر الناس.
قصة ميلاد أغنية “آنستنا يا عيد”
أغنية “آنستنا يا عيد” نشأت خلال مقيل رمضاني في عام 1964 بمدينة صنعاء، عندما فاجأ حسين الجبري الشاعر عباس المطاع بسؤال عفوي حول وجود أغنية جديدة للعيد. أثبتت تلك اللحظة العفوية أهميتها عندما أمسك المطاع بورقة غلاف علبة سجائر وكتب كلمات الأغنية بسرعة خاطفة، دون أن يُخطط أو يُحضِّر لكل هذا الإبداع. الفنان علي الآنسي التقط هذه الكلمات وحولها إلى لحن ساحر استوطن قلوب اليمنيين، حيث كان من خلال هذا الإبداع اللحظي يعبر عن مشاعر الاحتفالية والفرح العفوي الذي يلائم أجواء العيد اليمني.
التميز الفني والإبداع اللحظي
الإبداع العفوي الذي تظهر به أغاني مثل “آنستنا يا عيد” يبرز قيمة الفكرة الخلاقة التي تولد في لحظات غير متوقعة، وهذا ما يجعلها تتصدر المشهد الثقافي والفني. استعان الشاعر بلغة يومية مفهومة وعبارات مألوفة، مما جعل الأغنية قريبة من الناس وتُعبر عن واقعهم ومشاعرهم الفطرية خلال أجواء العيد. أما لحن علي الآنسي، فقد أظهر تفردًا من نوع خاص، حيث تميز بالبساطة والعذوبة، ولعب دورًا مركزيًا في جعل الأغنية تعلق بوجدان اليمنيين في كل عيد.
أغانٍ يمنية بُنيت على العفوية
ليست أغنية “آنستنا يا عيد” الوحيدة التي وُلدت من لحظة خاطفة، إذ تحتفظ الذاكرة اليمنية بأمثلة عديدة مشابهة، مثل أغنية “أمي اليمن” التي ألّفها وغناها الفنان أبو بكر سالم أثناء رحلة على متن طائرة، وكذلك أغنية “شني المطر يا سحابة”، التي صُنعت خلال ظرف زمني مماثل في مروحية، حين طُلب من الفنان أيوب طارش أن يغنيها في حفل متعلق بموسم التشجير. من هنا يتضح جليًا أن أجمل الأغاني اليمنية تأتي دون تخطيط مسبق، حيث تتحول لحظة الخلق العفوية إلى عملٍ خالدٍ.
أهمية البساطة واللغة اليومية
ترتبط قوة الأغاني مثل “آنستنا يا عيد” بأسلوبها البسيط، حيث استخدمت مفردات مألوفة من الحياة اليومية مثل “لبّيج” و”حبزاز”. هذه الكلمات أضفت طابعًا مميزًا على اللحن، وجعلت الأغنية سهلة الحفظ والغناء بين الناس. القوافي المتغيرة والإيقاعات الشعبية أيضًا ساهمت في جعل هذه الأغنية أكثر حيوية وقربًا من وجدان الجمهور. علاوةً على ذلك، فإن اللحن المرح والأنغام العذبة استوحاها الفنان علي الآنسي من أصوات الحياة اليومية، مما أضفى على الأغنية قدرة خاصة على جذب الناس بكل فئاتهم.
استمرارية الأغنية في الثقافية اليمنية
أغنية “آنستنا يا عيد” تعتبر حجر الزاوية للتراث الموسيقي اليمني المرتبط بالأعياد، ولعل سبب شعبيتها ليس فقط في كلماتها وألحانها، بل في قدرتها على تمثيل روح عيد اليمنيين بمختلف مناطقهم. حيث أضاف الأداء الصوتي الفريد لعلي الآنسي إليها طابعًا عاطفيًا وشعبيًا جعلها جزءًا من الذكريات والمناسبات اليمنية. يُعتبر هذا النوع من الإبداع العفوي نموذجًا يحتذى به في الفنون المختلفة، حيث يبرز قوة اللحظة العابرة ودورها في صياغة أعمال فنية تتجاوز قيود الزمان والمكان.
جون دوران يغيب رسميًا عن مواجهة الاتحاد والنصر في الدوري السعودي
«فرصة ذهبية» منحة للنساء بالدار بـ800 دينار شهريًا تبدأ في 2025
فور إعلانها.. رابط نتائج الصف السادس الابتدائي في البصرة ودهوك ونينوي بالعراق 2025 عبر موقع نتائجنا
«بث مباشر» مباراة بيراميدز وحرس الحدود اليوم في الدوري المصري الممتاز
«وداع مهيب».. صلاة الجنازة على أمح الدولي ظهرًا من مسجد السيدة عائشة
«مفاجأة كبرى» أسعار الدولار أمام الجنيه اليوم بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى
«الحرارة الشديدة» تضرب بقوة مع توقعات بـ«أمطار مفاجئة» في الأيام المقبلة
«موعد مرتقب».. مباراة مصر وجنوب أفريقيا اليوم بكأس الأمم الأفريقية للشباب