«مفاجأة كبرى» أسعار النفيس ترتفع وسط ترقب لمفاوضات لندن

ارتفعت أسعار الذهب اليوم بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية، حيث شهد هذا المعدن الثمين حركة إيجابية مدعومة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي، ويأتي ذلك مع ترقب المستثمرين لتأثير المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما يزيد من التقلبات في الأسواق، حيث إن الذهب يُعد واحدًا من أهم الملاذات الآمنة خلال الفترات الاقتصادية الغامضة وانخفاض أسعار الفائدة.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير تراجع الدولار

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 3320.15 دولار للأوقية، وذلك بناءً على ما أفادت به وكالة رويترز، يأتي ذلك في الوقت الذي انخفضت فيه الأسعار في وقت سابق عند أدنى مستوى لها منذ أكثر من أسبوع، كما أظهرت العقود الآجلة للذهب تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% عند 3341.90 دولار، ويعد ضعف الدولار الأمريكي أحد العوامل الرئيسية التي شجعت المستثمرين على التوجه نحو الذهب، حيث أصبح المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أجنبية.

تداعيات المحادثات التجارية بين أمريكا والصين

تترقب الأسواق نتائج المحادثات التجارية الحيوية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين في العاصمة البريطانية لندن، وتهدف هذه الاجتماعات إلى مناقشة الملفات العالقة بشأن الرسوم الجمركية والقيود التجارية المتبادلة، الجدير بالذكر أن هذه الدولتين كانتا قد توصلتا مؤخرًا إلى هدنة تجارية مؤقتة، وهو ما انعكس بشيء من الراحة على المستثمرين بالفترة الماضية، إلا أن وجود قرارات إيجابية من تلك الاجتماعات قد يكون له تأثير سلبي محدود على أسعار الذهب، على الرغم من ذلك، فإن استراتيجيات التوجه إلى المعدن الأصفر لم تتحرك بشكل كبير في السيناريوهات المشابهة.

العوامل الاقتصادية المؤثرة في أسعار الذهب

صرّح خبراء الاقتصاد بأن الوضع الاقتصادي العام وانخفاض الإقبال على المخاطر، بجانب احتمالية خفض أسعار الفائدة، هي عوامل تدفع نحو زيادة الإقبال على الذهب بوصفه أداة استثمارية آمنة، بالإضافة إلى التوقعات المستقبلية بارتفاع معدلات التضخم، وعلى الرغم من تقلبات السوق العالمية إلا أن الذهب لطالما اعتُبر ملاذًا آمنًا يلتف حوله المستثمرون خلال فترات الغموض الاقتصادي والسياسي.

زيادة طلب الصين على الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

من اللافت أن البنك المركزي الصيني زاد احتياطياته من الذهب للشهر السابع على التوالي وفقًا لتقارير رسمية، وهو ما يعكس الطلب المتزايد من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وعلاوة على ذلك، شهدت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة ارتفاعًا بنسبة 1.3% ليصل سعرها إلى 36.41 دولار للأوقية، وارتفع سعر البلاتين بنسبة 3.1% مسجلًا 1205.01 دولار، وهو الأعلى منذ مايو 2021، أما البلاديوم فقد سجل ارتفاعًا بنسبة 3% ليصل إلى 1077.59 دولار، مما يشير إلى تحسن قوي في سوق المعادن الثمينة بشكل عام.

دور البيانات الاقتصادية في تحديد توجهات الذهب

يترقب السوق الأمريكي صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك خلال الأيام المقبلة، حيث إنها تمثل عنصرًا هامًا لتقييم أداء أكبر اقتصاد عالمي، كما يترقب المستثمرون القرارات القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن توجهات أسعار الفائدة، جدير بالذكر أن المحفز الأساسي للتوجه نحو الذهب كأصل آمن هو انخفاض أسعار الفائدة، وهذا يعزز من مكانة المعدن النفيس بوصفه أداة استثمارية تحمي من تقلبات الأسواق والتضخم.