ارتفاع أسعار النحاس عالميًا يتجاوز 10 آلاف دولار للطن نتيجة موجة شراء كبيرة

قفزت أسعار النحاس العالمية لتصل إلى أكثر من 10 آلاف دولار للطن، وهو أعلى مستوى لها منذ خمسة أشهر، مدفوعة بارتفاع الطلب وتهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية. وقد أثارت هذه الزيادة موجة شراء عالمية للحصول على المعدن الأحمر، الأمر الذي زاد من توقعات اضطراب السوق واستمرار ارتفاع الأسعار في المستقبل.

قفزة أسعار النحاس وآثار الرسوم الجمركية

تجاوزت أسعار النحاس في بورصة لندن للمعادن عتبة 10 آلاف دولار للطن في ختام التعاملات، وهو رقم لم يتم تسجيله منذ أكتوبر الماضي. وفي ظل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات النحاس لأسباب تتعلق بالأمن القومي، قام التجار في الأسواق الأمريكية بدفع علاوة قياسية للحصول على الإمدادات اللازمة من المعدن، ما أدى إلى توسيع الفجوة السعرية بين بورصة نيويورك وبورصة لندن للمعادن التي سجلت فارقاً قياسياً تجاوز 1254 دولار للطن.

تتوقع المحللة ناتالي سكوت-جراي أن الفارق السعري بين الأسواق الأمريكية والبريطانية قد يتسع بأكثر من 2000 دولار إذا تم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات النحاس. هذا التصعيد دفع المستوردين لتخزين النحاس في المستودعات الأمريكية بكميات قياسية، مما زاد من الضغوط على المعروض العالَمي.

النحاس بين زيادة الطلب وتحديات المصاهر

يدخل النحاس في صناعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والبناء. ومع تزايد الطلب عالمياً، أصبحت توقعات السوق أكثر غموضاً، خاصة مع نقص تركيز خام النحاس وتقلص الإمدادات المتاحة. إضافة إلى ذلك، فإن تدني رسوم التشغيل في العديد من المصاهر العالمية، خاصة في الصين، أدى إلى تفاقم التحديات الصناعية. وقد أعلنت شركات كبرى مثل “جلينكور” وقف بعض عملياتها بسبب الظروف السوقية الصعبة ورسوم التشغيل المنخفضة.

توقعات مستقبلية لأسعار النحاس

يشير الخبراء إلى أن ارتفاع الأسعار مرتبط بزيادة الطلب العالمي وبرامج التحفيز الاقتصادي الكبرى في الصين وألمانيا. في المقابل، تواجه السوق تحديات مثل اختناقات الإمدادات وتقلبات السياسات التجارية العالمية. تُظهر المؤشرات أن سوق النحاس قد تشهد أزمة معروض في المستقبل، مما يُنبئ بمزيد من الارتفاع في أسعاره، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية.