«فرصة جديدة» الذهب يستقر عالميًا وسط توقعات اقتصادية ومفاوضات تجارية

استقرار أسعار الذهب العالمية يبقى محور نقاش العديد من المستثمرين خلال تداولات بداية هذا الأسبوع، حيث تسلط الأضواء على محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتأثير بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة، والتي كانت قد أثرت على أداء المعدن النفيس بشكل ملحوظ. أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.4% ليقترب سعر أونصة الذهب من 3338 دولارًا، بعد أن هبط إلى 3293 دولارًا في نهاية الأسبوع الماضي، مما يعكس حالة ترقب واسعة لتحركات الأسواق العالمية.

أسعار الذهب العالمية وأداء الأسواق

وفقًا لتحليلات شركة جولد بيليون، يتداول الذهب حاليًا عند مستويات 3322 دولارًا للأونصة، حيث تسعى الأسواق لتحديد الاتجاهات المستقبلية بناءً على نتائج المحادثات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين. من جانب آخر، لا تزال مؤشرات أداء الوظائف في أمريكا تلقي بظلالها على القرارات المتعلقة بسعر الفائدة والسياسة النقدية العامة، حيث أظهرت البيانات الأخيرة زيادة ملحوظة بمعدل 139 ألف وظيفة في القطاعات غير الزراعية، مما أعاد رسم توقعات الأسواق المالية حول العلاقة بين التضخم وأسعار الفائدة.

بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيرها على الذهب

تأثرت أسعار الذهب بشكل مباشر ببيانات الوظائف الأمريكية الصادرة الأسبوع الماضي، والتي أظهرت نموًا أعلى من التوقعات، حيث ارتفع متوسط الأجور بنسبة 0.4%، الأمر الذي عزز من مخاوف ارتفاع التضخم ودفع المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم بشأن احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. مع استمرار هذه التحديات، يُتوقع أن يبقى الذهب ضمن نطاق محدود من التداول، مع مراقبة التطورات القادمة.

محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين

ينتظر المستثمرون نتيجة لقاء اليوم الذي يجمع مسؤولين أمريكيين وصينيين في لندن بهدف مناقشة النزاعات المتعلقة بالتجارة الدولية، حيث تعتبر هذه المحادثات نقطة مؤثرة قد تعيد تشكيل تحركات الأسواق العالمية. حاليًا، يتمسك الذهب بمنطقة دعم قوية حول 3300 دولار للأونصة ويترقب أي تحولات قد تؤثر على أسعار الدولار كعملة رئيسية منافسة للذهب كملاذ آمن.

الاحتياطيات الصينية للذهب وتأثيرها

أعلنت الصين عن زيادة احتياطياتها من الذهب بمقدار 60 ألف أونصة خلال شهر مايو، ليرتفع الإجمالي إلى 73.77 مليون أونصة، مما يدعم مكانتها في الأسواق العالمية للذهب. استمرار الصين في تعزيز احتياطاتها الذهبية للشهر السابع على التوالي يعكس تراجع الاعتماد على الدولار كأصل احتياطي والعمل على تعزيز مكانة الذهب كأداة تحوط رئيسية.

أسعار الذهب في مصر وتأثير التضخم

على المستوى المحلي، سجل الذهب عيار 21 في مصر استقرارًا عند مستوى 4670 جنيهًا للجرام مع بداية أسبوع التداول الحالي. يأتي هذا الاستقرار بالتزامن مع فترة عيد الأضحى والتغيرات المرتبطة بالأسعار العالمية. علاوة على ذلك، ساهم ارتفاع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية إلى 16.8% خلال مايو في خلق حالة من الترقب بالأسواق المحلية. إلى جانب ذلك، تصاعد التضخم الأساسي إلى 13.1% خلال نفس الفترة، ما يعكس تحديات أخرى للأسواق التي تنتظر قرارات قادمة من البنك المركزي المصري.

التوقعات وتحركات السوق المستقبلية

تظل الأنظار متجهة إلى نتائج المحادثات الأمريكية-الصينية، بالإضافة إلى بيانات التضخم الأمريكية المنتظر صدورها خلال الأسبوع، والتي تلعب دورًا أساسيًا في تحديد الاتجاهات العامة للأسواق العالمية. وفقًا لتوقعات محللي جولد بيليون، ستبقى أسعار الذهب في نطاق ضيق حتى تتضح الرؤية بشكل أكبر بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية الأمريكية.